الأربعاء، 7 مارس 2012

الاسلام الصحيح و كشف مكائد الشيطان للاطاحة بالاسلام

التقرب إلى الرحمن في كشف أكبر مكائد الشيطان في آخر الأزمان.
مشكلة الإسلام و العرب في بلاد العرب.

    الشيطان صاحب المكائد و الحيل لكن له مكيدة كبيرة جداً تفوق مكائده الصغار و بالتأكيد كلما تكبر المكيدة يكبر معها المتضررين منها لذلك سوف نوضح تلك المكيدة و نوضح المتضررين منها و طبعا تلك المكيدة كانت و ما زالت ضد الإسلام. لمكيدة الشيطان لكبرى تاريخ طويل أقدم من تاريخ بزوغ فجر الإسلام أي بالتحديد قبل أكثر من 2000 - 2500 سنة و هي السبب الرئيسي في ضياع الدين الإسلامي و عدم استقرار الجزيرة العربية و الشام و العراق منذ نشأتهما و حتى يومنا الحاضر! و لمعرفتنا بأن معرفة التاريخ الصحيح يسهل عملية تقييم الحاضر و الاستعداد للمستقبل كتبنا ما يلي:
قال الإمام علي (ع): أنا أعلم الناس بالمجوس كان لهم علم يعلمونه وكتاب يدرسونه وإن ملكهم سكر فوقع على ابنته فاطلع عليه بعض أهل مملكته فلما صحا جاؤوا يقيمون عليه الحد فامتنع منهم فدعا أهل مملكته فلما أتوه قال أتعلمون دينا خيرا من دين آدم؟ وقد كان ينكح بنيه من بناته وأنا على دين آدم ما يرغب بكم عن دينه قال فبايعوه وقاتلوا الذين خالفوهم حتى قتلوهم فأصبحوا وقد أسرى على كتابهم فرفع من بين أظهرهم وذهب العلم الذي في صدورهم فهم أهل كتاب (المغنى – عبد الله بن قدامه ج10ص569، السنن الكبرى – البيهقي ج9ص179، جواهر الكلام – الشيخ الجواهري ج21ص23، كتاب الأم – الإمام الشافعي ج4ص183 و كنز العمال – المتقي الهندي ج4ص500).
بحثنا عن أسم الملك أعلاه فلم نجده في كتب التاريخ و نعتقد أنه أما الملك كيكاوس بن كيقباذ أو بهمن بن أسفنديار و حسب ما توصلنا له من كتب التاريخ نرجح كفة بهمن على كيكاوس لان بهمن دخل في دين بني إسرائيل فتعلم قصة آدم و شيث (عليهما السلام) كذلك يصرح التاريخ بأن بهمن تزوج أبنته خماني التي حكمت بعده و التي أنجبت أبنه دارا الذي حكم بعد أمه خماني و أبيه بهمن (الاخبار الطوال – الدينوري ص27). قام اليعقوبي بتوضيح عدد ملوك المجوس و سمى الملك بهمن بن أسفنديار بكي أردشير و ربما هذا أسمه الحقيقي! ( تاريخ اليعقوبي – اليعقوبي ج1 ص158). حكم الملك بهمن أو كي أردشير مائة و عشرين سنة حسب تاريخ الطبري (ج1 ص406) أو مائة و أثني عشرة سنة حسب تاريخ اليعقوبي (ج1 ص158) أي أنه حكم فترة كافية جداً لتغير جيل المجوس بالكامل و استبداله بجيل جديد ناتج من تزاوج الأخوة بالأخوات و الأباء بالبنات و الأبناء بالأمهات و العمات و الخالات و غيرها من الزيجات المحرمة في كل الشرائع السماوية بدأً بشريعة آدم (ع) و حتى شريعة محمد (ص). طبعا إن النكاح المحرم سينتج عنه أبناء محرمين غير شرعيين من أمثال الملك دارا بن بهمن لهذا رُفع الله سبحانه و تعالى عنهم الكتاب السماوي و العلم الذي عندهم بمعنى إن الله لعنهم لما فعلوه و تركهم بلا نبي أو كتاب سماوي و لكن لمن تركهم سوف نعرف هذا حسب ما يأتي في هذا البحث.
كانت مشيئة الله سبحانه و تعالى في الأمم السالفة ما أن تكفر أمة حتى تباد أو تمحى من وجه الأرض لهذا أُبيدت أمم كثيرة من أمثال قوم لوط، عاد، ثمود، ... و غيرها الكثير نعلم بعضها من القرآن الكريم و لا نعلم الكثير منها حسب القرآن. عموما إن الغريب في الموضوع إن مشيئة الله جل و علا هذه لم تُتبع في المجوس جراء فعلتهم الشنيعة أعلاه فمن وجهة نظرنا القاصرة إنهم أفسدوا في الأرض أكثر من قوم لوط لان اللواط لا ينتج عنه أطفال على العكس من زواج المحرمات الذي ينتج عنه أطفال و جيل جديد مختلف. لهذا في ليلة ظلماء سكر بهمن بن أسفنديار فنكح أبنته في بقعة بعيدة نوعا ما بعيدة عن الأنبياء و الرسل (عليهم السلام أجمعين) من أمثال عيسى و يحيى و زكريا عليهم السلام. أي كان الله سبحانه و تعالى يبث جنوده في بقاع معينة من الأرض و اللعين إبليس كان يحضر أتباعه في بقاع بعيدة نوعا ما و في الحقيقة لقد هرب إبليس من عيسى (ع) ليأتي إلى بهمن لكن المحير في الموضوع ما كانت غاية اللعين إبليس في بهمن و المجوس؟
قال تعالى في كتابه الكريم مخاطباً الشيطان اللعين: ( و أستفزز من استطعت منهم بصوتك و أجلب عليهم بخيلك و رجلك و شاركهم في الأموال و الأولاد و عدهم و ما يعدهم الشيطان إلا غرورا) الإسراء 64.   
نعرف من كلام الله تعالى إن اللعين إبليس يستطيع مشاركة الإنسان في الأولاد و بالتأكيد شارك إبليس اللعين المجوس في أولادهم و أموالهم. على العموم يخبرنا ألإمام علي (ع) بأمر المجوس و ملكهم بهمن بن أسفنديار و كيف أنه اجبر قومه على أتباعه فقال (ع): (بلى ، قد كان لهم كتاب رُفع، و ذلك إن ملكاً لهم سكر فوقع على أبنته فلما أفاق قال لها: كيف المخرج مما وقعت فيه؟ قالت تجمع أهل مملكتك و تخبرهم إنك ترى نكاح البنات و تأمرهم أن يحلوه ، فجمعهم فأخبرهم فأبوا أن يتابعوه فخد لهم أخدوداً في الأرض و أوقد فيه النيران و عرضهم عليها فمن أبى قبول ذلك قذفه في النار و من أجاب خلى سبيله (تفسير نور الثقلين- الشيخ الحويزي ج5ص544، تفسير مجمع البيان – الشيخ الطبرسي ج10ص313).
نلاحظ من الرواية أعلاه إن المجوس كانوا يعلمون جيدا إن نكاح المحرمات حرام كما هو الحال في جميع الأمم السالفة و اللاحقة لكن بهمن بن أسفنديار أجبرهم على قبول ذلك و هذا غير مقبول لأي شعب أو أمة كيف لشخص واحد أن يجبر شعبه على أن يكفروا و هم ساكتين! إن المسائل لا تُحل بالتمني و قد فعلوا ما فعلوا و قبلوا بنكاح المحرمات و بصراحة لو كان للإنسان وسيلة اتصال بالشيطان لكنا سألناه هل فكرة خماني كانت منه أم منها؟ بالتأكيد الرجل تلميذ الشيطان بينما المرآة أستاذته و مشورتها تفوق أحياناً ما يفكر به تلميذها.
في حقيقة الوضع إن العلم الحديث لم يبحث في مسألة زواج المحرمات و لم يتوصل إلى التغيرات التي تطرأ على جسم الطفل الناتج من هذه الزيجات و على العموم و من خلال دراستنا هذه عرفنا أهم التغيرات التي تحدث للطفل الناتج من نكاح المحرمات و سوف نوضحه لاحقاً في تفاصيل هذا البحث. و حسب ما وجدنا من خلال بحثنا فإن للمجوس ثلاث فترات مختلفة متزامنة مع موضوع البحث و هي (قبل الإسلام، مع الإسلام و تاريخهم الحديث) و هي كما يلي:

1. تاريخ المجوس قبل الإسلام:
   و هذه الفترة ممتدة من بداية التاريخ الميلادي قبل 2012 سنة و حتى غزوة القادسية و فيها أمر مهم جداً حيث يزعم المجوس إن ملوك العراق الكبار مثل بخت نصر و النمرود هم ولاة تابعين لملوكهم في الأرض و هذا غير صحيح إطلاقاً و من أفواههم ندينهم حيث سأل الإمام علي (ع) نرسا المجوسي و قال له: أخبرني عن ملوك فارس كم كانوا؟ فأجاب نرسا: كانت ملوكهم في هذه المملكة الآخرة أثنين و ثلاثين ملكا ( الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي ج2 ص780 و  وقعة صفين – أبن مزاحم المنقري ص14). فلم يقل نرسا المجوسي إنهم كانوا في العراق منذ القدم بل إنهم جاءوا غازين محتلين احتلوا العراق و بقوا فيه حتى جاء الإسلام. لقد كانت الأرض و من عليها يغزوا بعضهم بعضاً و يهجم بعضهم على بعض، تارةً يهجم المجوس على العراق و تارة أخرى يحصل العكس كما حصل مع الملك بخت نصر! يخبرنا التاريخ إن بخت نصر غزا بلاد فارس و فتح مدينتهم المنيعة همذان بخطة حكيمة بقيادة القائد صقلاب (معجم البلدان – الحموي ج5 ص410-412 ). إذن كيف يكون بخت نصر تابع للمجوس و يقوم بغزوهم؟
إن السواد كان في أيدي النبط فظهر عليهم أهل فارس فكانوا يؤدون إليهم الخراج فلما ظهر المسلمون على أهل فارس تركوا السواد و من لم يقاتلهم من الدهاقين على حالهم (أحكام القرآن – الجصاص ج3ص578)، و النبط: جيل من الناس كانوا ينزلون سواد العراق ثم أستعمل في أخلاط الناس و عوامهم (تفسير العياشي – محمد بن مسعود العياشي ج1ص229 و تفسير نور الثقلين – الشيخ الحويزي ج2ص222). تم تسمية النبط بهذا الاسم لأنهم يخرجون الماء من الأرض (معاني القرآن – النحاس ج2ص141) و هم الذين أستنبطوا الأرض و عمروا السواد و حفروا الأنهار العظام فيه و يقال لهم ملوك الطوائف (تاريخ بغداد – الخطيب البغدادي ج1ص79 و أخبار الزمان – المسعودي ص87). عقرقوف كانت مقبرة الكيانيين و هي أمة من النبط كانوا ملوكا بالعراق قبل الفرس (معجم البلدان – الحموي ج2ص42 و في ج4ص137)، عن عمر بن الخطاب أنه قال: تمعددوا و لا تستنبطوا أي تشبهوا بمعد و لا تشبهوا بالنبط (لسان العرب – ابن منظور ج7ص411). إن النبط هم سكان العراق الأصليين هم قوم النمرود بن كنعان و بخت نصر (جامع البيان – أبن جرير الطبري ج14ص129) لقد حكم النبط ألف سنة قبل مجيء الغزاة المجوس إلى العراق (تاريخ بغداد – الخطيب البغدادي ج1ص79).
إذن سكان السواد و العراق قبل مجيء المجوس كانوا قوم يدعون بالنبط و هم صنف من صنوف العرب. لقد أبتلى العراق و أهله بالمجوس منذ بداية الخليقة و حتى يومنا الحاضر و لم يقتصر ابتلاء المجوس على العراقيين فقط بل أمتد إلى مدى أوسع بكثير. لقد طمع المجوس في العراق منذ القدم و في وقتنا الحاضر يصرح بعض قواد إيران إن العراق جزء تابع لهم و هذا غير صحيح قد كانت أيام كر و فر يغزون المجوس العراق فترة و يغزوهم العراقيين فترة أخرى و في الأخير أحتل المجوس العراق و بقوا فيه إن هذه المسألة مجرد توقيت سيء ليس إلا و خطة محكمة للشيطان، و على العموم كان بخت نصر قائد كبير عذب و قتل بني إسرائيل و أنتقم منهم لقتلهم يحيى النبي (ع) و جلبهم إلى العراق كأسرى مع نبيهم (عليه السلام) حتى جاء حليف الشيطان بهمن بن أسفنديار فأرجع اليهود إلى فلسطين (جامع البيان – أبن جرير الطبري ج15ص45). إذن مما لا شك فيه إن أرض الأنبياء و الرسل و مهبطهم لم يكن يوماً تحت حكم المجوس بل لقد احتلوا جزء صغير من العراق و لم يخرجوا منه حتى اليوم. 
إن خماني بنت و زوجة بهمن بن أسفنديار كانت أول ملكة من المجوس تنزل المدائن و لكنهم استمروا طويلاً في العراق بحدود أربعمائة و خمسين سنة فحكم بهمن كان 112 سنة في مدينته بلخ في إيران كما مر بينما حكم خماني 30 سنة (تاريخ الطبري – الطبري ج1 ص406) و فيه انتقلت إلى المدائن و حكم دارا أبنها بحدود 12 سنة (تاريخ اليعقوبي – اليعقوبي ج1ص158) ليصبح المجموع 154 سنة زائدا 433 سنة زمن ملوك المجوس من آل ساسان بن بهمن و هم سبعة و عشرين ملك (التنبيه و الإشراف- المسعودي ص92) يكون المجموع 587 سنة. أو بطريق آخر بهمن بن أسفنديار، خماني بنت و زوجة بهمن، دارا بن بهمن، دارا بن دارا، يكونون أربعة ملوك ملكوا المجوس منذ بهمن زائداً السبعة و عشرين ملك من آل ساسان يكونون أحدى و ثلاثين ملك مجوسي و بهذا ينقص ملك واحد عن الذي قاله نرسا المجوسي للإمام علي (ع) أعلاه و ربما هناك ملك نسيه أهل التاريخ. على العموم إن مجموع سنين حكم ملوك المجوس حتى يزدجرد يكون بحدود 587 سنة زائداً حكم دارا بن دارا تكون تقريبا الفترة الزمنية بين عيسى (ع) و محمد (ص) و قد جاء ملوك المجوس في هذه الفترة و كانت عاصمتهم مدينة بلخ (تاريخ اليعقوبي- اليعقوبي ج1ص158).
هناك بعض الاختلافات في ملوك المجوس و زمنهم و نعتقد إن المسعودي في كتابة التنبيه و الإشراف في الصفحات من الصفحة 87 و حتى الصفحة 94  قد أعطى حقبة ملوك المجوس حقها و زاد عليها و كذلك اليعقوبي في تاريخه في الجزء الأول منه في الصفحات من 158 و حتى الصفحة 175 أعطى صورة واضحة عن ملوك المجوس و عادتهم و تصرفاتهم و غيرها من الأمور. إذن نكح بهمن أبنته و لم يكن يحكم العراق بل لقد فعلها في أمته و نشرها بينهم ثم بعد ذلك غزت العراق زوجته و ابنته خماني و سكنت في المدائن كما مر و خلاصة حكم المجوس و عما كان في فترة ملوكهم و قومهم قبل الإسلام و التي تهم بحثنا إنهم كانوا ينكحون الأمهات و الأخوات و البنات و يذهبون إلى إنها صلة لهن و بر بهن و تقرب إلى الله فيهن (تاريخ اليعقوبي – اليعقوبي ج1 ص174).
يقول المجوس إنهم يتقربون إلى الله بنكاح المحرمات و كيف يتقربون إلى الله بمخالفته! قال تعالى : ( لعنه الله و قال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا * و لأضلنهم و لأمنينهم و لآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام و لآمرنهم فليغيرن خلق الله و من يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا* يعدهم و يمنيهم و ما يعدهم الشيطان إلا غرورا* أولئك مأواهم جهنم و لا يجدون عنها محيصا) النساء 118-121.
كما وضحنا سابقا في مسألة المجوس يقول الشيطان إنهم نصيبه من عباد الله و هذا النصيب مفروض لهُ أي حصته من بني البشر و هو شيء مفروض و هذا النصيب يشمل أقوام عدة يأمرهم فينفذون أمره و منهم الذين يأمرهم فيغيرون خلق الله سبحانه و بهمن بن أسفنديار غيّر خلق الله سبحانه و تعالى عندما نكح ابنته و كل من يغير خلق الله سبحانه فإن الشيطان يأمره بهذا و يكون من نصيبه أو حصته من بني البشر و الحقيقة إن الشيطان ليس له سلطان على عباد الله المؤمنين حسب قوله تعالى: ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان و كفى بربك وكيلا ) الإسراء 65 و قوله تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من أتبعك من الغاوين* و إن جهنم لموعدهم أجمعين) الحجر  42-43. إذن الشيطان ليس له سلطان على عباد الله إلا على القوم الذين يتبعونه أو يتولونه بمعنى يكون مولاهم كما في قوله تعالى :( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا و على ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه و الذين هم به مشركون) النحل 99-100.
بهمن و المجوس كانوا يعرفون تعاليم الله سبحانه و تعالى و بهمن أعتنق دين بني إسرائيل فترة كما مر إذن كانوا يعرفون الشيطان جيدا لكنهم لا يؤمنون به إيمان كامل كما هو الحال في عبدة الشيطان و بهذا فالمجوس و بهمن أتبعوا الشيطان و لكنهم يُشركون به و هذا هو معنى الآيات أعلاه أي سلطان الشيطان ينحصر بالذين يتولونه أي يجعلوه وليهم و بنفس الوقت هم يشركون بولايته عليهم. إذن بهمن و خماني و المجوس أمرهم الشيطان فأطاعوه لسلطانه عليهم و أنتجوا جيل جديد مختلف أي غيروا خلق الله و سنته في أهل الأرض لهذا فالشيطان أشترك في أبناء المجوس و أصبح له سلطان عليهم لان جميع المجوس حتى زمن آخر ملوكهم يزدجرد و هم ينكحون المحرمات و يستمرون بإنتاج الجيل المختلف بمعنى إنهم و لمدة 600 سنة تقريبا لم يتوقفوا عن نكاح المحرمات و تغير خلق الله و هذا يعني إن الشيطان استمر معهم لمدة 600 يأمرهم فينفذوا أمره لهذا حرم النبي (ص) نكاح مجوس هجر و حرم الأكل معهم بقوله (ص) : و لا تؤكل للمجوس هجر ذبيحة و لا تنكح فيهم امرأة (المصنف – عبد الرزاق الصنعاني ج6ص68 و المصنف – ابن أبي شيبة الكوفي ج7ص585). و عن أبي عبد الله (ع) إن بيوت المجوس نجسة لا يصح الصلاة بها حتى ترش بالماء (المعتبر- المحقق الحلي ج2ص114). كل هذه دلائل على قولنا أعلاه و لكن هل ترك الله سبحانه المجوس للشيطان لكي يتولاهم؟ بالطبع لا فقد كانت المسألة أشبه بالحرب فالله أرسل المئات من الأنبياء إلى المجوس فقبل بهمن بن أسفنديار كان هناك ملك يدعى كيخسرو الذي قتل 300 نبي (الاحتجاج – الشيخ الطبرسي ج2ص91 و بحار الأنوار- العلامة المجلسي ج10ص180). أي كانت مهمة كيخسرو تمهيد الطريق أمام بهمن لكي ينكح أبنته و يعمم هذا على المجوس لهذا قتل 300 نبي لكي يُنهي المؤمنين حتى يأتي زمن بهمن بن أسفنديار لان بهمن أسمه بهمن بن أسفنديار بن بشتاسب بن لهراسب و الأخير أخذ الملك من كيخسرو إذن قبل فترة طويلة نسبيا قتل كيخسرو الأنبياء و مهد الطريق لبهمن لكي يطبق أمر الشيطان و ينكح ابنته كما مر علينا. لم يكن هؤلاء الأنبياء فقط فقد ذُكر إن الرسول (ص) قال: إن المجوس كان لهم نبي فقتلوه و كتاب أحرقوه أتاهم نبيهم بكتابهم في أثني عشر ألف جلد ثور (الكافي – الشيخ الكليني ج3ص568 و تفسير نور الثقلين – الشيخ الحويزي ج2 ص202) إذن قتل كيخسرو الأنبياء لكي يمهد الطريق أمام بهمن لكي ينكح أبنته لقد كانت خطة محكمة للشيطان و أداها المجوس ببراعة لكن يعلم الشيطان إن حساب الله عسير فقد ذكر تعالى في الآيات أعلاه بعد أخذ الشيطان نصيبه من بني البشر: (و لأضلنهم و لأمنينهم و لآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام و لآمرنهم فليغيرن خلق الله و من يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا* يعدهم و يمنيهم و ما يعدهم الشيطان إلا غرورا* أولئك مأواهم جهنم و لا يجدون عنها محيصا) النساء 119-121.
أي الشيطان و نصيبه من بني البشر (المجوس) الذي جعلوا الشيطان وليهم من دون الله سبحانه أولئك جميعاً مأواهم جهنم و لا يجدون مفر منها. 
بعد اكتمال جيل المجوس الجديد جاءت حاجة الشيطان لكي يقربهم من غايته لهذا نجد حفيد بهمن و هو أردشير عسكر في موضع المدائن فاختطها و بناها (الأخبار الطوال – الدينوري ص43). يذكر التاريخ إن أردشير بنى المدائن و أقام بها (تاريخ الطبري – الطبري ج1ص479) و من خلال التاريخ نعرف إن أحفاده سكنوا المدائن و ما حولها (الأخبار الطوال – الدينوري ص48) مثل الملك سابور بن هرمزدان بن نرسى الذي سكن طيسفون و هي مكان على شرقي دجلة مقابل النعمانية بين بغداد و واسط (معجم البلدان – الحموي ج4ص35). لو بقي المجوس في إيران لما اختلطوا مع العرب أو لو تغير التاريخ و كان الغازي أحد ملوك بابل بدلا من ملوك المجوس لكان المجوس بعيدين عن العرب في العراق و لما حدث أي اختلاف في الإسلام لكنها خطط كبيرة و حرب إن صح التعبير بين الخير و الشر و حسب تاريخ الأنبياء (عليهم السلام أجمعين) إن الله جل و علا يبحث عن النوعية لا الكمية.
حضر الشيطان المجوس و قربهم من العرب في العراق و بنوا مدنهم و قلاعهم فيه و كانوا يتمركزون في وسط العراق في المدائن و ما حولها التي كانت تسمى سورستان أي سواد العراق (تاريخ الطبري – الطبري ج1ص479) و أمتد حكمهم إلى الانبار و حتى مدينة القائم التي كانت تسمى دير القائم الأقصى و كانت مرصدا للمجوس و الحد الفاصل بين مملكتهم و مملكة الروم.     
في الجنوب من سواد العراق كانت هناك مدينة العرب الحيرة و كان فيها قادة العرب من أمثال النعمان بن المنذر الذي حصلت ذي قار بسببه و القصة معروفة فقد ضايق المجوس العرب و قتلوا النعمان بن المنذر و بعد وقعة بدر بأشهر حصلت وقعة ذي قار بين العرب و المجوس (معجم قبائل العرب – الدكتور عمر كحالة ج1ص96) و فيها قال رسول الله (ص): هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم و بي نصروا (تاريخ الطبري – الطبري ج1ص600 و طبقات خليفة – خليفة بن خياط ص87). إن مضايقات المجوس للعرب و قتالهم بعد وقعة ذي قار كانت من أجل شيء واحد و هو تغير وجه العرب نحوهم فقد قاتل العرب الروم في وقعة مؤتة و كانوا يطلبون الثأر منهم لكن بدلاً من التوجه إلى الروم أدار الشيطان دفة العرب نحو المجوس بواسطة أتباعه لهذا ترك العرب الروم و اتجهوا نحو المجوس و قاتلوهم في عدة غزوات أبرزها وقعة القادسية. انتهت هذه المرحلة من تاريخ المجوس (العجم) من دون تداخل بينهم و بين المسلمين لتأتي بعدها مرحلتهم مع المسلمين و هل أحتفظ الشيطان بنصيبه أم تخلى عنه أو أُخذ منه!

2.    تاريخ المجوس مع الإسلام:
و في هذه المرحلة سنتعرف على نتائج نكاح المحرمات و من خلال أعلم الناس بهم الإمام علي بن أبي طالب (ع). كما قلنا أعلاه إن الشيطان أدار وجهة العرب نحو المجوس و ذلك عندما ضايق المجوس العرب و حاربوهم و قتلوا النعمان بن المنذر فكانت وقعة القادسية أختلف المؤرخون في زمنها فقالوا حصلت في 14 أو 15 أو 16 هجرية و على العموم في هذه الوقعة كان العرب أما ستة أو سبعة أو ثمانية آلاف بينما كان المجوس بقيادة رستم بحدود ستين أو أربعين ألفاً و كان مع المجوس سبعين فيلاً (تاريخ خليفة بن خياط – العصفري ص90-91).
اعتماداً على كل مقاييس الحروب و علماؤها و حسب كل عاقل فأن المجوس كانوا على أقل تقدير خمسة أضعاف العرب و كان لديهم الفيلة كأدوات مساعدة لم يعرفها العرب سابقا بمعنى هكذا موقف من المستحيل أن تكون الغلبة للعرب في القادسية فكل رجل عربي على الأقل سيواجه خمسة رجال مجوس بنفس الوقت أي من غير الممكن النجاة من هؤلاء الخمسة دون الموت. ما حصل في القادسية صفة ثابتة للمجوس حتى وقتنا الحاضر و هذه نتيجة نكاح المحرمات و هذا ما فعله بهمن بن أسفنديار بهم.
كتب التاريخ زاخرة بإحداث القادسية و كيف أنتصر العرب فيها و الحقيقة المجردة لقد أنهزم العرب في القادسية هزيمة نكراء و السبب لقد صالح العرب جميع المجوس في العراق و استأمنوهم و أبقوا على ما كان لديهم من الأرض فقد ترك عمر و سعد أهل السواد و لم يقسموها و تركوها (فتوح البلدان – البلاذري ج2 ص327-337 )، أكابر المجوس و الذين يسمون الدهاقين لم يعرض لهم عمر بن الخطاب و لم يخرج الأرض من أيديهم و أزال الجزية عن رقابهم (فتوح البلدان – البلاذري ج2ص318)، و جاء أهل الطساسيج (و هم أهل النواحي المؤلفة من عدة قرى) إلى سعد فصالحوه و اقرهم على بلادهم (تاريخ خليفة بن خياط – خليفة بن خياط العصفري ص95). كتب عمر بن الخطاب إلى سعد أبن أبي وقاص: أترك الأرض و الأنهار لعمالها ليكون ذلك في أعطيات المسلمين فإنك إن قسمتها بين من حضر لم يكن لمن يبقى بعدهم شيء (فتوح البلدان – البلاذري ج2ص318). بأختصار قَبل عمر بن الخطاب و سعد أبن أبي وقاص الصلح مع المجوس بعد وقعة القادسية مع بضعة و خمسين ألفاً من المجوس دخلوا في قسمتهم بالقيامة سوى من نفل منهم (تاريخ مدينة دمشق – أبن عساكر ج49 ص355).
لا يذكر التاريخ إن العرب طردوا المجوس المحتلين أو أي أحد منهم من العراق بل لقد صالحوهم و قبلوا لجوئهم في العراق و أبقوهم في أماكنهم و هذا منافي لواقع الحال فالمجوس كانوا غزاة محتلين و لم يكونوا أهل الأرض فالايطاليين و كل المحتلين كانوا يضعون أهل البلد في مستعمرات و يعزلونهم عن بقية الناس و البريطانيين عندما غزو أمريكا وضعوا أهلها الأصليين الهنود في مستعمرات خاصة أطلقوا عليها المحميات. إن كل هؤلاء كانوا بشراً عاديين و مع هذا تم عزلهم في أماكن محدودة و للأسف العرب لم تعزل المجوس كأن تعطيهم أرض معينة و تبعدهم عن العرب بل لقد سكن العرب جنبا إلى جنب مع المجوس و تخالطوا معهم في مناطقهم و هي كما أسلفنا في وسط العراق حتى مدينة القائم فلم يتجاوزوا الموصل شمالا أو ينزلوا الحيرة جنوبا. لقد كان المجوس بحدود الخمسين ألفا بينما العرب لم تتجاوز العشرين ألفاً لهذا أصبحت الغلبة للمجوس في العراق بعد القادسية. تقريبا كان الثقل الأكبر للعرب و المجوس في الكوفة فقد تجمع المجوس فيها قبل القادسية ثم جاءها العرب بعد القادسية لتكون مدينة ذات مزيج غير طبيعي هدم الإسلام و امتدت مشاكله حتى يومنا الحاضر. 
أردنا معرفة الأسرة المجوسية كيف كانت فلم نجد هذه المعلومة في الخمسين ألفاً الموجودين في العراق قبل القادسية و السبب مجوس هجر (دولة قطر) لأنهم كما حصل للكثير من القبائل العربية في جزيرة العرب ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة الرسول محمد (ص) (تاريخ مدينة دمشق – أبن عساكر ج6 ص135) و لا يذكر التاريخ محاربتهم بحروب الردة أو غيرها و كذلك مجوس البحرين و كلاهما (مجوس هجر و البحرين) نجدهما في مجوس الكوفة! إن مجوس هجر و البحرين هربوا من العرب و قتالهم و جاءوا إلى الكوفة (سورستان) (تاريخ الكوفة – السيد البراقي ص162). إن هذا كان قبل القادسية و لهذا فالخمسين ألفاً من المجوس الذين كانوا في العراق لا يعطونا فكرة واضحة عن الأسرة المجوسية كيف كانت كونهم يعرفون عادات العرب و الإسلام من أهلهم القادمين من هجر (قطر) و البحرين و المجوس القادمين من هجر و البحرين عاشوا فترة طويلة نسبيا بين أهلهم في العراق لكي يعلموهم عادات و تقاليد العرب و ربما هذا ما ساعدهم في مسائل الصلح مع العرب و بالمقابل فقد سد علينا المنافذ في معرفة الأسرة المجوسية كيف كانت. لكن خلال بحثنا وجدنا ضالتنا من خلال جزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس والي دورق (مدينة في الأهواز قريبة من البصرة) آتى كتاب عمر بن الخطاب في سنة 22 هجرية و فيه: أن أقتلوا كل ساحر و فرق بين كل امرأة و حريمها في كتاب الله و لا يزمزمن و ذلك قبل موت عمر بسنة. قال جزء: فأرسلنا فوجدنا ثلاث سحرة فضربنا أعناقهن، و جعلنا نسأل الرجل من عندك؟ فيقول: أمه، أخته، أبنته فيفرق بينهم و وضع جزءاً طعاماً كثيراً و أعرض السيف في حجره و قال لا يزمزمن أحد إلا ضربت عنقه (المصنف – عبد الرزاق الصنعاني ج10 ص 181 و نيل الاوطار – الشوكاني ج7ص362) أي كانت العائلة المجوسية من زمن بهمن بن أسفنديار إلى 22 هجرية إلى زمن القادسية و ما بعدها مكونة من رجل و أمه أو أخته أو أبنته أو كلهن أو بعضا منهن في البيت الواحد و هذه هي الأسرة الواحدة من دون زوجة شرعية أو أطفال شرعيين!؟
كان المجوس يتكلمون بصوت خفي عند أكلهم لذلك يسمون الزمازمة و عندما دعاهم جزء بن معاوية ليأكلوا في الرواية أعلاه سألهم فتكلموا و قالوا: كنا إذا كانت المرأة شابة نزعناها من حريمها و أنكحناها آخر، و إذا كانت عجوزاً نهينا عنها و زجرنا عنها (المصنف – أبن أبي شيبة الكوفي ج7 ص584). هكذا كان المجوس في العراق كانوا أكثر من خمسين ألفاً على هكذا حال فكيف يكونوا بشراً عاديين حتى أسوأ المخلوقات لا تفعل ما فعلوا و لهذا قلنا لو تم فصلهم عن العرب و عزلهم كان أفضل لكن لقد حصل ما حصل. هناك نقطة أخرى مهمة بخصوص الكلام في أعلاه يجب علينا توضيحها و هي إن الملك بهمن جاءت بعده أبنته خماني و بعهدها جاء ابنهما دارا ثم حفيدهم دارا و عندها غزاهم الاسكندر المقدوني و فرقهم شر تفريق و جعلهم أقاليم عدة بعد أن كانوا مملكة واحدة ثم بعد خمسمائة سنة جاء الملك أردشير بن بابك. أي إن الأمة المجوسية بعد بهمن مرت بفترات عدة لا حكم لملك واحد عليهم بل حكمهم عدة مماليك و الفترة خمسمائة سنة كانت طويلة نسيبا لتصحيح فعلة بهمن لقد كانت فرصة ذهبية للمجوس كي يعيدوا وضعهم مع البشر من جديد لكنهم لم يفعلوا، أردشير حارب الكثيرين و تخالط معهم و الأكيد أنه تعلم منهم الصواب من الخطأ لكنه لم يفعل شيئاً بل أبقى الوضع كما خطط له الشيطان بواسطة بهمن فكما قلنا سابقا إنهم نصيب الشيطان يأمرهم فيطيعوه فيغيرون خلق الله بواسطة نكاح المحرمات لهذا رُفع عنهم الكتاب و الأنبياء و العلم.
بصراحة أردنا الابتعاد عن الرواية أعلاه فلم نستطع فقد قال المجوس إنهم ينزعون المرأة الشابة عن حريمها أخوها أو أبوها و ينكحها غيرهم و يتركون المرأة العجوز، في الرواية كلام كثير فلم يقل المجوس إنهم يطلبون أو يستأذنون الحريم بل قالوا إنهم ينزعون المرأة الشابة منه أي يأخذونها بالقوة و ينكحونها و ربما تتم عملية النكاح أمام عيون حريمها و بهذا لا يدري أي مجوسي من هو أبوه؟! و كذلك عندما تنكح المرأة الشابة تحت أنظار حريمها و بعلمه في مكان آخر من شأنه إنهاء الغيرة في نفوس المجوس و هو أبسط تغير يكون في جسم المجوس و لذلك فهم قليلوا الغيرة (معجم البلدان – الحموي ج2ص483). المجوس هم  قوم قليلوا الغيرة هم أهل دورق بإمارة جزء بن معاوية بمعنى جميع الكلام أعلاه على نفس الطائفة من المجوس و هم مقياس لبقية المجوس كما وضحنا هذا سابقا. من الجدير بالملاحظة إن المرأة الشابة ربما تُنكح خمسين أو مائة مرة حتى تعرف إنها حامل بحدود شهر أو أكثر فمن أين تعلم من هو والد الطفل من بين الأشخاص الذين نكحوها لهذا لا ينتمي المجوس إلى قبائل كما هو الحال عند العرب. إن ما فعله المجوس لا تفعله الحيوانات فالمجوسيات جميلات منذ القدم و لهذا ربما تجد الرجال واقفين بالدور على باب أي جميلة على مرأى و مسمع من حريمها. يا بئس ما فعله بهمن بأمته و هذا هو الشيطان و بصماته في نصيبه من البشر (أتباعه).           
فتح العرب العراق و انتصروا على المجوس و لم يطردوهم من العراق بل أبقوهم و في كتب التاريخ الكثير من القصص المشابه لما حدث في القادسية من أن المجوس كانوا بأعداد ضخمة جداً لكن هذا لم يمنع العرب من الانتصار عليهم و قرأنا في بعض الوقائع إن شخص أو أثنين من العرب قد قتلوا مائة شخص من المجوس و هذا كلام غير منطقي في مقاييس الرجال و الحروب لكنه واقع حال بالنسبة للمجوس كما سيمر و السبب بهمن بن أسفنديار.
لاحظنا تجمع المجوس في الكوفة و بصراحة نعتقد إن خوف المجوس من العرب جعلهم يتجمعون مع بعضهم البعض في الكوفة فكما مر علينا في أعلاه إن مجوس هجر و البحرين هربوا من العرب و قتالهم و جاءوا للكوفة (تاريخ الكوفة – السيد البراقي ص162) بالمقابل تجمع العرب و من هاجر منهم في الكوفة فعن الشعبي قال: كنا (يعني أهل اليمن) أثني عشر ألفاً و كانت نزار ثمانية ألاف (فتوح البلدان – البلاذري ج2ص340). كان في الكوفة مزيج غير طبيعي الأكثرية من المجوس و الطائفة الثانية بعد المجوس هم العرب و الأقل عددا هم المسيح.

  الكوفة:
   قديما تسمى سورستان كما مر علينا و هي في سواد العراق و هي أرض كثيرة الأشجار و الخضار و لهذا سميت سواداً. عندما أنتصر العرب على المجوس في القادسية أرادوا السكنى في العراق فسكنوا المدائن فلم يحبوها لهذا بحثوا عن أرض ملائمة للعرب فكانت الكوفة. كما مر علينا إن تعداد المجوس في العراق بعد القادسية كان بضع و خمسين وألفاً تركزوا في الكوفة يقسمهم السيد البراقي ست أقسام فيقول عن قسم المجوس: إياد و بنو عبد قيس و أهل هجر و الحمر و الأولان من هذا القسم بقية قبائل كانت تقيم هناك (في الكوفة) في السابق (أي قبل القادسية)، أما بنو عبد القيس فقد هبطوا من البحرين تحت زعامة زهرة بن حوية و كان الحمر حلفاء زهرة و ينزلون معه في الكوفة (تاريخ الكوفة – السيد البراقي ص162) و الحمر قوم اختلفوا فيهم فقالوا هم أهل قزوين (معجم البلدان – الحموي ج4ص343) و قالوا هم أربعة ألاف فارس كانوا مع رستم يسمون جند الشاهنشاه استأمنوا بعد القادسية على أن ينزلوا حيث أحبوا و يحالفوا من أحبوا و يفرض لهم في العطاء فأعطوا الذي سألوه. و حالفوا زهرة أبن حوية السعدي و أنزلهم سعد بحيث اختاروا و فرض لهم في ألف ألف و كان لهم نقيب منهم يقال له الديلم فقيل حمراء ديلم في الكوفة (فتوح البلدان – البلاذري ص343-344). نعتقد إن كلا الروايتين صحيح و هما قومان من المجوس أحدهما سكن الكوفة بعد القادسية مباشرة و الأخر سكن بعد وقعة قزوين (فتوح البلدان – البلاذري ج2ص343-344) و على العموم هما مجموعتان من المجوس سكنوا الكوفة على فترات متفاوتة.
إذن مجوس العراق كانوا أكثر من خمسين ألف كما مر لهذا فمجوس الكوفة بعد القادسية يكون تعدادهم على أقل تقدير خمسة و ثلاثين ألف شخص أي خمسة و ثلاثين يسكنون الكوفة و تجمعوا فيها بينما الخمسة عشر الباقية توزعت في المدائن و ما حولها و ما حول الكوفة حتى القائم الحدودية و بالمقابل كان العرب بحدود العشرين ألفاً و المسيح و النبط الباقي. توزع المجوس على أربعة مجاميع: إياد و بنو عبد قيس و أهل هجر و الحمر كما قال السيد البراقي فإياد و بنو عبد القيس كانوا موجودين في الكوفة قبل وقعة القادسية و إياد من سكان الكوفة بينما بنو عبد القيس جاءوا الكوفة من البحرين و أهل هجر حالهم حال مجوس البحرين و ربما جاءوا بعدهم إلى الكوفة و الحمر و تعدادهم يفوق الأربعة ألاف هم جند رستم. لقد كانت الكوفة مدينة مزدهرة و فيها سوق كبير بني مسجد الكوفة الشهير في موضع أصحاب الصابون و التمارين من السوق سنة 17 هجرية (تاريخ الطبري- الطبري ج3ص148). إذن سكن المجوس الكوفة و سكنها العرب و المسيح و النبط فهل تنازل الشيطان عن نصيبه في هذه المرحلة أم لا؟
فتح سعد أبن أبي وقاس العراق و تولى حكم الكوفة من قبل عمر بن الخطاب و ما هي إلا فترة حتى شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر فخلعه و كانت من ضمن وشايتهم أن سعداً لا يحسن الصلاة (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص120 و تاريخ الطبري – الطبري ج3ص209). سعد بن أبي وقاص معروف في الإسلام قاد الجيش الإسلامي و فتح العراق و بالطبع كان يصلي بالجيش خلال حملتهم و لم يشتكي أحد منه حينها و عندما تلامس مع المجوس أصبح لا يحسن الصلاة. إن مسألة الوشاية محصورة بين المجوس و المسيح و النبط و كفة المجوس أرجح. بعد سعد أختار عمر بن الخطاب واحد من أفضل الصحابة و هو عمار بن ياسر و بعث لأهل الكوفة خطاباً قال فيه: إني بعثت إليكم عمار بن ياسر أميراً و أبن مسعود معلماً و وزيرا و إنهما لمن النجباء من أصحاب محمد (ص) من أهل بدر فأسمعوا لهما و أطيعوا و اقتدوا بهما و قد آثرتكم بابن أم عبد على نفسي (الطبقات الكبرى – محمد بن سعد ج3ص255) بمعنى إن عمر بعث لأهل الكوفة الأفضل و اخبرهم بهذا لكنهم لم يتغيروا فوشوا عمار بن ياسر و عزلوه و هنا في تاريخ مدينة دمشق أشارة واضحة إن الذين يشون الأمراء هم مجوس الكوفة (تاريخ مدينة دمشق – أبن عساكر ج43 ص449-450) فعزلوا سعد ثم عمار و حيروا عمر بن الخطاب ماذا يرسل لهم فقال: لا أدري ما أصنع؟ ثم ولى المغيرة بن شعبة فبقى فيها حتى مات عمر (تاريخ الطبري – الطبري ج3ص227). لم يقبل مجوس الكوفة بسعد و لا بعمار و قبلوا بالمغيرة و السبب لأنهم حصة الشيطان و نصيبه لا يرضون بالولاة النجباء الأتقياء و يقبلون أشباههم مثل المغيرة بن شعبة. كما أوضحنا سابقا إن المجوس تركزوا في الكوفة لهذا أردنا شخص تقرب منهم أو من أي مجموعة مجوس في إيران أو العراق أو دول الخليج أو غيرها قديما لكي نتعرف عليهم جيداً و نعرف نتائج نكاح المحرمات و لماذا حرمه الله جل و علا في القرآن الكريم.
قال الأشعث بن قيس: يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحمراء على قربك – يعني العجم (شرح نهج البلاغة – أبن أبي الحديد ج20ص284 و الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي ج2ص829). هذه ثاني صفة نعرفها حول المجوس إن العرب كانت تسميهم الحمر لاحمرار لونهم فقد كانت العرب تسمي المجوس بالأحمر و العربي بالأسود كما قال رسول الله (ص) (الاختصاص – الشيخ المفيد ص341).
و قال المجلسي: أهل السواد أهل العراق لان أصلهم كانوا من العجم ثم أختلط العرب بهم بعد بناء الكوفة فلا يعدون من العرب و لا من العجم (الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي ج2ص822). و بعد سنوات أي بحدود 64 هجرية قال المختار الثقفي لإبراهيم بن الاشتر في يوم خازر وهو اليوم الذي قتل فيه عبيد الله بن زياد: إن عامة جندك هؤلاء الحمراء و إن الحرب إن ضرستهم هربوا فأحمل العرب على متون الخيل و أرجل الحمراء أمامهم (الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي ج2ص829).
مما تقدم نعلم إن المجوس تركزوا في الكوفة كما أسلفنا و في قول المختار أعلاه خصلتان للمجوس و هما ضعفهم في الحروب و لونهم الأحمر. كانت غالبية أهل الكوفة من المجوس كما قلنا سابقا و تعدادهم بحدود 35 ألف من مجموع بضعة و خمسين ألف منتشرين في العراق و في 35 هجرية حتى 40 هجرية تعامل هؤلاء المجوس مع الإمام علي (ع) فقد قال المغيرة بن شعبة: كان علي (ع) أميل إلى الموالي (المجوس) و ألطف بهم و كان عمر أشد تباعدا منهم (بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج34ص319). لقد دافع الإمام علي (ع) عن المجوس و حماهم فغدروا به و قتلوه و قبل مقتله في 40 هجرية أخبرنا الإمام علي (ع) نتيجة نكاح المحرمات ففي 39 هجرية غزا جيش معاوية المجوس في الانبار و قتلوهم (الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي ج2ص470) فوصل الخبر إلى الإمام علي (ع) فغمه ذلك و خطب في مجوس الكوفة خطبة معروفة منها: أيها الناس إن أخاكم (مجوسي مثلهم) البكري قد أصيب بالانبار (الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي ج2ص470) إلى أن قال (ع): كل هذا فراراً من الحر و القر فإذا كنتم من الحر و القر تفرون فإذا أنتم و الله من السيف أفر يا أشباه الرجال و لا رجال حلوم الأطفال و عقول ربات الحجال لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم معرفة و الله جرت ندما و أعقبت سدما قاتلكم الله لقد ملئتم قلبي قيحاً و شحنتم صدري غيضاً و جرعتموني نغب التهمام أنفاساً و أفسدتم علي رأيي بالعصيان و الخذلان حتى لقد قالت قريش أن أبن أبي طالب رجل شجاع و لكن لا علم له بالحرب لله أبوهم و هل أحد منهم أشد لها مراسا و أقدم فيها مقاما مني لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين و ها أنا ذا قد ذرفت على الستين و لكن لا رأي لمن لا يطاع (نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) ج1ص69-70).
بعد هذه واقعة الانبار في 39 هجرية كان الإمام علي (ع) تُرى فيه الكآبة و الحزن و القصة كاملة في كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي (ج2ص470-498). و من خلال الخطبة أعلاه نلاحظ وضوح قصد الإمام علي و من هم الذين يخاطبهم و خصوصا بقوله: (لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم) فالإمام علي (ع) عرف مجوس الكوفة مؤخرا تقريبا في 36 هجرية و كلامه أعلاه في 39 هجرية أي عرفهم قبل ثلاث سنوات و لم يكن يعرفهم مسبقا كما حصل و عرف جميع قبائل العرب في جزيرة العرب. و كذلك قوله (ع) : (و أفسدتم علي رأيي بالعصيان و الخذلان حتى لقد قالت قريش أن أبن أبي طالب رجل شجاع و لكن لا علم له بالحرب)، يعني بالحرب صفين و العصيان و الخذلان جاء من قبل مجموعة من المجوس أصبحوا فيما بعد يُدعون بالخوارج و هم أهل النهروان. المهم في موضوعنا هنا إن الإمام علي (ع) الخبير بشأن المجوس كما مر علينا قال عنهم إنهم أشباه الرجال و لا رجال حلوم الأطفال و عقول ربات الحجال بمعنى إن رجال المجوس أشبه بالرجال لكن ليسوا رجالاً و عقلهم كعقول النساء أي رجال المجوس نساء و طبعا نساءهم رجال و هذه نتيجة نكاح المحرمات.
بالتأكيد الرسول محمد (ص) أعرف بالمجوس من ألإمام علي (ع) لهذا قال (ص) بعثت إلى الأحمر و الأسود فأسودهم العرب و أحمرهم العجم (لسان العرب - أبن منظور ج13ص431) و كذلك يطلق الرسول (ص) على عائشة (رض) بالحميراء تصغيراً أي يدعوا الرسول (ص) رجال المجوس بالحمر و المرأة العربية بالحميراء. قبل سنة تقريبا سمعنا إن المخابرات البريطانية كشفت عن مخطط قامت به و هو إضافة مادة كان من المفروض أن يشربها هتلر لكي يتحول إلى امرأة! إن مسألة تحول هتلر إلى امرأة لا تعني تحوله الجسدي أي تحول أعضاءه الجنسية بل تحول تصرفاته و أفعاله من الخشونة إلى الليونة. العلم الحديث أستطاع تغير جنس المخلوق كليا مع أعضاءه الجنسية كأن يغير الرجل إلى امرأة و كذلك العكس لكن هذا يتم بطرق جراحية معقدة و ما نشير له هو تغير جنس المجوس دون تغير أعضائهم الجنسية و ذلك نتيجةً لنكاحهم المحرمات و هذا ما أراد البريطانيين لهتلر و هذا ما أراده الشيطان للمجوس كما قال الإمام علي (ع) إن عقولهم عقول النساء و عقول النساء ناقصة ليست كعقول الرجال و لهذا السبب الله جل و علا بعث 124 ألف رجل كأنبياء و رسل (عليهم السلام أجمعين) و لم يبعث امرأة واجدة رسولة أو نبية و هذا واضح من تفضيله تعالى بقوله: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) النساء 11، و قوله تعالى:(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم) النساء 34. إذن نكاح المحرمات ينتج عنه تغير في جنس المخلوق الذكر يكون أنثى و العكس و الغاية منه لكي يتحول الرجل إلى امرأة أي لكي يتحول عقل الرجل إلى عقل امرأة ناقص يسهل السيطرة عليه من قبل الشيطان فالشيطان لم يستطع التلاعب بآدم (ع) لهذا لجأ إلى حواء و أكلوا التفاحة و نزلوا إلى الأرض عليه علمنا غاية الشيطان في نكاح المحرمات لكي ينتج أجيال يسهل السيطرة عليها ليكونوا نصيبه فهم شياطين مثله حسب قوله تعالى: ( و كذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا و لو شاء رُبك ما فعلوه فذرهم و ما يفترون) الإنعام 112. في الحقيقة لم يكن في زمن الرسول (ص) و ما بعده مختبرات علمية أو أي شيء من هذا القبيل و عليه لا نستطيع معرفة ما التغيرات الفسلجية التي حدثت في داخل أجسام المجوس جراء نكاح المحرمات و لكننا وجدنا ضالتنا في خارج أجسام المجوس فبين الرجل و المرأة تغيرات خارجية ظاهرة أهمها الشعر! شعر الوجه و الجسم أهم فرق بين النساء و الرجال حتى وقتنا الحاضر فالرجل تنمو له شوارب و لحى و شعر الصدر و باقي أجزاء جسم الرجل ينبت الشعر بكثافة بينما المرأة لا ينمو لها شوارب أو لحى و شعر جسمها بسيط على العكس من الرجل و هذا أهم فرق فسلجي ظاهري بين الرجل و المرأة و هذا الفرق واضح جدا في رجال المجوس! لقد أطلق العرب على الرجل المجوسي بالعلج و هو نبات لا تأكله الإبل إلا مضطرة لأنه مؤذي و قال أبو حنيفة: العلج عند أهل نجد شجر لا ورق له إنما خيطان جرد (تاج العروس – الزبيدي ج2ص76) أو العلج و جمعها علجان شجر أخضر مظلم الخضرة و ليس فيه ورق (لسان العرب – أبن منظور ج2ص327) و شجر العلجان ينبت في البادية (معجم البلدان – الحموي ج2ص277). العرب تشبه المجوس بهذا الشجر المؤذي الذي ليس له أوراق لان الصفة الوحيدة المشتركة بين هذا الشجر و المجوس إنهما بلا شعر أو أوراق! إن الصفة الوحيدة المشتركة بين الاثنين هي الشعر و الأوراق فالمجوسي أملس الشعر و هذه صفة ثابتة للمجوس منذ فعلة بهمن و خماني حتى اليوم. كل مجوسي أصيل النسب يكون أملس و هذه ميزة فسلجية قوية تؤكد قولنا أعلاه. من جانب أخر فأن هناك تغيرات فسلجية أخرى مثل كبر ثدي الرجل و لكننا لا نجد في كتب التاريخ أحد سوى ذي الثدية حرقوص بن زهير رئيس الخوارج الذي لديه ثدي كثدي المرأة (مدينة المعاجز – السيد هاشم البحراني ج2ص150). هناك أدلة كثيرة لكننا لا نحب الإطالة فمجرد المقارنة بين المجتمع العربي في مصر أو السعودية و المجتمع المجوسي في إيران أو لبنان أو سوريا أو العراق أو الكويت أو البحرين ستعرف الفرق بسهولة لأننا نجد العنف ضد المرأة في السعودية بينما نجد العنف ضد الرجل في إيران و كذلك الخطيب المجوسي في أحد الدول أعلاه يستطيع الكلام لثلاث ساعات متواصلة بينما الخطيب السعودي أو المصري لا يستطيع التكلم لساعة واحدة بدون ورقة كعامل مساعد. إن هذه من صفات النساء لان الرجال قليلي الكلام على عكسهن. إذن علمنا خطة الشيطان في المجوس و ربما هذا السبب في تحريم نكاح المحرمات أو هناك أضرار أخرى و الله العالم.
علمنا غاية الشيطان اللعين في المجوس لكننا لم نعلم ماذا فعلوا و ماذا فعل الشيطان لهم!



تكملة تاريخ المجوس مع الإسلام:
سبق و قلنا إن الكوفة حيرت عمر بن الخطاب لهذا بعث لهم المغيرة بن شعبة و ما هي إلا سنة أو أكثر حتى قتل المجوس عمر بن الخطاب بواسطة عبد المغيرة بن شعبة أبو لؤلؤة المجوسي و قتل معه نفر ممن كانوا يصلون بالمسجد عندها طلب عمر من أبن عباس أن يعرف من قتله فقال له أنه غلام المغيرة فقال عمر: أني نهيتكم أن تجلبوا إلينا من العلوج أحداً فعصيتموني و قال عمر لأبن عباس: أنت و أبوك تحبان أن تكثر العلوج في المدينة و كان العباس و أبنه عبد الله رقيقان بالعلوج (مجمع الزوائد – الهيثمي ج9ص75، المصنف – أبن أبي شيبة الكوفي ج8ص576 و صحيح البخاري – البخاري ج4ص205). و أيضاً كتب عمر إلى أمراء الأجناد أن لا يجلبوا إلينا من العلوج أحداً اقتلوهم (المحلى – أبن حزم ج7ص299). عمر كان يعرف إن المجوس سيقتلونه لهذا كرههم و عاملهم بقسوة. أما فيما يخص الشيطان فمسألة قتل عمر تختلف و دُبر لها من سنتين أو أكثر لسببين أولهما إن عمر طعن في السحر (المعجم الكبير – الطبراني ج1ص71) بالضبط كما حصل لعلي (ع) أي تشابهت أفعال الشيطان. و الثاني لان المغيرة بن شعبة لم يكن والي الكوفة بعد عمار بن ياسر و إنما كان الوالي جبير بن مطعم أحتال المغيرة عليه و أعطاه المال لكي يكون مكانه (تاريخ الطبري – الطبري ج3ص227) و بالفعل نجح الشيطان في عزل جبير و تولي المغيرة بن شعبة و غايته كانت لكي يلاقي عبد المغيرة أبو لؤلؤة مع مجوس الكوفة لكن الغريب إن المغيرة بقى في الكوفة حتى مقتل عمر في 23 هجرية أي كيف تواجد أبو لؤلؤة في المدينة و سيده في الكوفة؟ كما مر علينا لم يتم سبي أهل السواد أي لم يكونوا عبيدا و بالتالي أبو لؤلؤة كان مجوسياً من غير مجوس العراق و لكي يلاقي شياطين العراق يجب أن يقابلهم و لكي يقابلهم يجب أن يتولى المغيرة الكوفة و لكي يُقتل عمر جرى ما جرى من أبو لؤلؤة أما لماذا أراد الشيطان القضاء على عمر فهناك عدة أسباب أهمها إن الإنسان عندما يكبر يتقرب إلى الله أكثر و عمر تقدم به العمر و كان يسمع من أبن عباس و يشاور أهل المدينة فخاف الشيطان أن يقدم عمر على أمر غير محسوب فيسلم الخلافة لأصحابها الشرعيين خصوصا و إن عمر له مقولات مخيفة من أمثال كانت بيعة أبو بكر فلتة وقى الله شرها (شرح نهج البلاغة – أبن أبي الحديد ج9ص31). لما تولى عمر غزا العرب المجوس و كانت الأمور مضطربة حتى مات عمر أي لم تتوفر الفرصة الكافية لجمع القرآن حسب الترتيب الصحيح و خاف الشيطان أن بقى عمر أكثر سوف يجمع القرآن بالترتيب الصحيح و يقضي على أمال الشيطان في تحريفه. و نعتقد إن أهم نقطة هي إن الإسلام كان محصور بين المدينة و مكة و ما حولهما و العراق و خراسان فخاف الشيطان أن يتوسع غربا في مصر و ما بعدها فلا يستطيع الشيطان أن يقضي عليه أي أراد القضاء على الإسلام نهائياً بقتل عمر. إذن بالتأكيد كانت خطة محكمة من الشيطان لم تُكشف حتى اليوم لسبب ألله جل وعلا أعلم به.
في سنة 23 أو 24 هجرية حصلت مسألة البيعة لعثمان و كان الشيطان أحوج ما يكون لعثمان و أبعد ما يكون لعلي (ع) فحصلت مهزلة الشورى و القصة كاملة في كتاب شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد (ج12ص185-189). إن السيرة الذاتية لعثمان خالية تماماً مقارنة بالإمام علي (ع) لأنه لم يحضر في غزوات الرسول (ص) و لم يكن في بيعة الرضوان و ربما لم يكن موجوداً في المدينة أصلاً و إلا كيف تخلف عن هذه المعارك لكن بني أمية أرادت شخص بعيد عن الطلقاء فكان عثمان و على العموم بالنسبة للشيطان لم يكن يهتم لأحد منهم سوى علي (ع) لأنه لو تولى أمر المسلمين سوف يكون الوضع كما قال عمر بن الخطاب يحمل المسلمين على المحجة البيضاء أو يقيم الناس على الحق (تاريخ المدينة – أبن شبة النميري ج3ص883-885). لقد كان عبد الله بن العباس من أدهى المسلمين و عندما تمت الشورى قال لعلي (ع): خُدعت (المصنف – عبد الرزاق الصنعاني ج5ص476) إن مسألة الشورى عبارة عن خدعة و تمت. عموما تولى عثمان أمر العرب من 23 هجرية حتى 35 هجرية قام بها بالكثير فقد جمع و حّرف القرآن و ولى الطلقاء رقاب الناس و كانوا أصحاب منكر كالوليد بن عقبة الذي تولى الكوفة بعد مقتل عمر مباشرة و هو الذي أقام عليه الإمام علي (ع) الحد و جلده لشربه الخمر (سبل الإسلام – أبن حجر العسقلاني ج4ص30) و لما تولى سعيد بن العاص الكوفة بعد الوليد أمر بغسل كرسي الإمارة لكي يطهره (أضواء على الصحيحين – الشيخ محمد صادق النجمي ص299). إن الوليد كان الرجل المناسب في المكان المناسب بالنسبة للشيطان و أولياءه المجوس فقد تكاثروا و اشتدت قوتهم حتى خافتهم الولاة بعد الوليد فمثلا سعيد بن العاص الذي تولى بعد الوليد كان لا يغشاه إلا نازلة أهل الكوفة و وجوه الأيام و أهل القادسية و قراء أهل البصرة و المتسمتون (المتزمتون) (تاريخ الطبري – الطبري ج4ص360). إن تقسيم الأقوام كانت؛ أهل الكوفة، وجوه الأيام، قراء أهل البصرة و المتزمتون و جميع هؤلاء مجوس و أهل القادسية فقط هم العرب. تصاعد أمر مجوس الكوفة فنقل عثمان أهل الفتن منهم في سنة 33 هجرية إلى الشام إلى معاوية الذي تعامل معهم فعرفهم و كتب إلى عثمان يخبره بأمرهم: أنه قدم على أقوام ليست لهم عقول و لا أديان(تاريخ الطبري – الطبري ج4ص363) هذا ما وضحناه سابقا فالنساء ليست لهن عقول تماما كالمجوس. و كذلك قابل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد هؤلاء المجوس فعرفهم و قال لهم: يا آلة الشيطان لا مرحبا بكم و لا أهلاً قد رجع الشيطان محسوراً و أنتم بعد نشاط ، خسّر الله عبد الرحمن إن لم يؤدبكم حتى يحسركم يا معشر من لا أدري أعرب أم عجم (تاريخ الطبري – الطبري ج4ص363). هؤلاء المجوس ثبتوا لهم مكان في الشام و عادوا فيما بعد للكوفة فنجد بعض منهم في أصحاب علي (ع). لم يكن مجوس الكوفة الوحيدين الذين ذهبوا إلى الشام بل لقد أرسل عبد الله بن عامر والي البصرة عامر بن عبد القيس المجوسي إلى الشام فبقى فيها ( أسد الغابة – أبن الأثير ج3ص191 و الفتنة و وقعة الجمل – سيف بن عمر الضبي ص43). بالنسبة للشيطان فأنه كان يخطط لما هو أبعد من ذلك فقد أراد نقل مجموعة من أكفأ أتباعه المجوس إلى الشام سواء من البصرة أو الكوفة ليكونوا له مركزا في الشام و يوسعوا نفوذه هناك و بالفعل إن من ذهب إلى الشام كان الأكفأ من أمثال جندب و صعصعة و عبد الله بن الكوا و بني عامر بن عبد القيس و غيرهم. إن النزاع الذي نشب بين العرب و المجوس في الكوفة كان حول أحقية سواد العراق لمن (تاريخ الطبري – الطبري ج4ص360) و هذا النزاع بدأ ربما في 33 هجرية و انتهى بقتل عثمان بن عفان في 35 هجرية! لقد كانت خطة قتل عثمان في 35 هجرية خطة محكمة للغاية دبرها الشيطان و أخطا فيها فكاد المجوس ينتهون لولا تراجع الشيطان و تمكنه من الأمور!
في البداية علينا أن نعرف من قتل عثمان و من كتب التاريخ نجد القتلة يعترفون بذلك و ذلك بعد صفين و ما حصل فيها من رفع المصاحف على الرماح جاء زهاء عشرين ألفاً من جيش الإمام علي (ع) مقنعين بالسلاح يتقدمهم مسعر بن فدكي و زيد بن حصين و عصابة من القراء الذي صاروا خوارج فيما بعد نادوا الإمام علي (ع) باسمه لا بإمرة المؤمنين: يا علي، أجب القوم إلى كتاب الله إذ دُعيت إليه و إلا قتلناك كما قتلنا بن عفان فوالله لنفعلها إن لم تجبهم (شرح نهج البلاغة – أبن أبي الحديد ج2ص217 و ج11ص30، وقعة صفين – أبن مزاحم المنقري ص489-490 و كتاب الفتوح – أحمد بن أعثم الكوفي ج3ص185). بعد مقتل عثمان و مبايعة الإمام علي (ع) دخل طلحة و الزبير و كبار الصحابة على الإمام علي (ع) و طالبوه بإقامة الحدود و الأخذ بدم عثمان فأعتذر إليهم بأن هؤلاء لهم مدد و أعوان و أنه لا يمكنه ذلك يومه هذا (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص255). بالتأكيد لم يكن في جميع المدن العربية مثل مدن اليمن أو مدن السعودية أو مدن مصر أو مدن الشام قوم لهم مدد و أعوان كما هو الحال في مجوس البصرة و الكوفة و بالتحديد مجوس الكوفة الذي اعترفوا بقتل عثمان بعد وقعة صفين أعلاه و لهم مدد يقدر بخمسمائة ألف مجوسي في إيران (فتوح البلدان – البلاذري ج2ص332) أي سيواجه العرب الذين هم بحدود خمسة ألاف من غير عرب الشام 550 ألف فارس من المجوس و هذه مقارنة صعبة حتى و إن كان المجوس على الصفة التي عرفناها. إن قصة قتل عثمان و وقعة الجمل موجودة في الكثير من الكتب التاريخية و لكن أحداً لم يشير إلى المجوس و السبب واضح جدا من أن جميع كتاب التاريخ و كتاب الكتب الإسلامية هم من المجوس. أبن كثير في كتابه البداية و النهاية يوضح الكثير من الحقائق بشأن قصة قتل عثمان و واقعة الجمل في الجزء السابع الصفحات 257 إلى 275 و يذكر إن طلحة و الزبير و عائشة (رض) ذهبا للبصرة للتقوي بالخيل و الرجال و ليقتلوا من في البصرة من قتلة عثمان أي ذهبوا للبصرة من أجل التحضير لقتال مجوس الكوفة الخمسة و ثلاثين إلفاً و أعوانهم الخمسمائة ألف. إذن مما لا شك فيه إن من قتل عثمان هم مجوس الكوفة بمساعدة مجوس البصرة و لديهم مدد و أعوان و لكن لماذا قتلوه؟
كتب التاريخ لا تشير إلى سبب قتل عثمان و كذلك لا تشير إلى المجوس بالذات و السبب كما قلنا لان المجوس هم من كتبَ كُتب التاريخ و حتى في كتب الجغرافية نجد التعتيم نفسه فلا نجد تحديد المناطق التي سكن فيها المجوس عندما حاصروا المدينة (ذا خشب، ذي المروة، الأعوص). عموما فقصة قتل عثمان و ما بعدها كان عبارة عن حرب ضروس انتهت بفشل الإسلام و كما يلي:
بعد تولي الوليد الكوفة و ما عرفناه عنه قوي شأن المجوس خصوصا و هم ذو عدد كبير جداً بالمقارنة مع العرب و لديهم مدد و أعوان و بمجيء سعيد تفاقم الوضع سوءاً فلم يستطع عمل شيء بل و قد كان يخشاهم كما مر لهذا فعلوا بنا ما فعلناه بهم أي هجموا على عاصمة العرب آنذاك (المدينة) و قتلوا حاكم العرب كما قتلنا ملكهم و قاموا بما كان يحصل في حروب العالم قبل الإسلام. بالفعل كانت خطتهم جيدة لولا صفتهم فهم ليسوا كالعرب كما عرفنا، على العموم هجم المجوس على المدينة و تمركزوا في الطرق المؤدية إلى الشام و إلى مكة و إلى وادي القرى (ذا خشب، ذي المروة و الأعوص) (تاريخ الطبري – الطبري ج3ص386 و البداية و النهاية – أبن كثير ج7 ص195). إن دليل ما قلنا إنهم مسكوا بريد عثمان إلى مصر (شرح نهج البلاغة – أبن أبي الحديد ج2ص149-150). لقد كان عدد المجوس كبير ما بين ثلاثة إلى ستة ألاف (تاريخ مدينة دمشق – أبن عساكر ج39ص317 و شرح نهج البلاغة – أبن أبي الحديد ج2ص140) أي كان المجوس ما بين ثلاثة إلى ستة أضعاف من في المدينة (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص194) لقد خسرت المدينة معظم رجالها بسبب الحروب مع المجوس و فتوحات إيران و ما بعدها و هجرتهم إلى العراق و الشام لهذا كان عدد العرب في المدينة قليل لهذا هجم عليهم المجوس. لقد حاصر المجوس المدينة و سدوا منافذها نحو بقية البلاد و عندما تعرف طبيعة تضاريس المدينة تعرف إن منافذها قليلة جدا كونها محاطة بجبال تحيط بها من جميع جوانبها لهذا سيطر المجوس على المدينة و منعوها من الاتصال ببقية المدن و كان عددهم أكبر من العرب لقد كانت خطة متكاملة استمرت من أواخر ذي القعدة إلى الثامن عشر من ذي الحجة أي أقل من 25 يوما (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص194). أظهر المجوس إنهم راجعون و في الصباح سمع أهل المدينة التكبير و إنهم محاطون من جميع الجوانب و قال لهم المجوس من كف يده فهو آمن (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص195) لقد كانت خطة جميلة قتلوا فيها حاكم العرب و سيطروا على عاصمة العرب و نصّبوا حاكمهم الغافقي بن حرب العكي على المدينة خمسة أيام (تاريخ الطبري – الطبري ج5ص103 و ص155). قال تعالى في كتابه الكريم : (و مكروا و مكر الله و الله خير الماكرين) آل عمران 54. لقد أراد الشيطان القضاء على الإسلام و السيطرة على معاقله في المدينة و الله خير الماكرين فقد أراد الله سبحانه القضاء على الطرفين عثمان و عصابته و المجوس و جماعتهم و السبب إن المجوس أصحاب الشيطان و عثمان و بني أمية كذلك بدلالة سورة براءة إذن الطرفين كانا يشكلان خطرا على الإسلام و أراد الله جل و علا القضاء عليهما معاً لكن الشيطان أدار الدفة من جديد كما سيأتي. لقد عمل عثمان الكثير و واحدة من أعماله أنه غيّر القرآن فقد قال له محمد بن أبي بكر قبل وفاته: على أي دين أنت يا نعثل؟ قال: على دين الإسلام و لست نعثل و لكني أمير المؤمنين، فقال محمد بن أبي بكر: غيرت كتاب الله (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص207) لقد غيّر عثمان القرآن و إلى اليوم يُستخدم هذا القرآن المغير و القرآن الصحيح هو القرآن الذي جمعه الإمام علي (ع) حسب التنزيل و ليس حسب أطوال السور و هذا واضح جداً من القرآن بقوله تعالى: (و قرآنا فرقناه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا) الإسراء 106. نعود لموضوعنا أراد الله جل و علا القضاء على الطرفين و أراد الشيطان سيطرة المجوس على الإسلام و المدينة لهذا و بعد قتل عثمان عندما سمع المجوس بشأن قدوم جيش الشام بقيادة معاوية و الجيوش العربية هربوا من المدينة بسبب خوفهم فهم ليسوا كالعرب و هذا ما ينقصهم.

الأحداث بعد قتل عثمان
لقد أراد الشيطان أمراً و مكر مكره و عرف أنه خُدع و الله خير الماكرين و إن العرب سوف يقتلون المجوس و خصوصا مجوس الكوفة بما فعلوا من قتل عثمان لهذا أدار اللعبة من جديد و دفع أعوانه من أهل الكوفة لبيعة الإمام علي (ع) (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص253) لأنه أول ناس بايعوا الإمام علي (ع) هم أهل الكوفة و السبب في ذلك أنه (ع) الوحيد من بين جميع العرب الذي سوف يأمر بالعدل و لا يسمح بقتل جميع المجوس بل فقط الذين قتلوا عثمان فقط. بصراحة انتهى الإسلام تقريبا بعد وفاة الرسول (ص) بوقت قصير بدلالة قوله تعالى: (و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم)، لقد ارتدت الغالبية العظمى من العرب بعد الرسول محمد (ص) و خصوصا بعد بيعة السقيفة إذن كيف يرجعون إلى ما تركوا؟
لقد بايع مجوس الكوفة الإمام علي (ع) لسبب واحد و هو لحمايتهم و هذا ما حصل لان العرب بعد مقتل عثمان غضبوا غضبا شديدا كون المجوس هم من قتل عثمان لهذا تجمعوا حول زوجة النبي (ص) في مكة و انتقلوا إلى المدينة ثم إلى البصرة لقتال المجوس كما مر و القصة كاملة في كتاب البداية و النهاية لأبن كثير الجزء السابع الصفحات من 255 حتى 275.
أفضل وصف لما حدث بالفعل في حادثة قتل عثمان و ما بعدها نجدهُ في الخطبة رقم 168 للإمام علي (ع) عندما جاء الصحابة إلى الإمام علي (ع) يطلبوا منه الثأر لمقتل عثمان قال (ع): يا أخوتاه إني لست اجهل ما تعلمون و لكن كيف لي بقوة و القوم المجلبون على حد شوكتهم يملكوننا و لا نملكهم و هاهم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم (عبيد المدينة المجوس) و التفت إليهم أعرابكم و هم خلالكم يسومونكم ما شاؤا و هل ترون موضعا لقدرة على شيء تريدونه إن هذا الأمر أمر جاهلية و إن لهؤلاء القوم مادة (أي عوناً و مددا) (نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) ج2ص80-81).
الخطبة واضحة تصف حال العرب عندما قُتل عثمان و تؤكد قولنا إن موضوع هجوم المجوس على المدينة كان أمر متبع قبل الإسلام بين المجوس و ملوك العراق و أباطرة الروم لهذا قال الإمام علي (ع): (إن هذا الأمر أمر جاهلية). لقد قال الإمام علي (ع) لطلحة و الزبير إن للمجوس مدد و أعوان لكن هذا لم يمنعهم من قتالهم فقد طلبا من الإمام علي (ع) أن يوليهما البصرة و الكوفة ليأتياه بالجنود ليتقوى بهم على المجوس (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص255) لم يقبل الإمام (ع) بهذا الطلب فقد كان في أمر محير كون المجوس هم من بايعه و العرب تريد قتلهم و هو بين هذا و ذاك لهذا أراد تجميع الجيوش باتجاه قتال أهل الشام و تحضر لهذا و جعل على المدينة قثم بن العباس (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص255) لكن العرب لم يسمعوا منه و استعجلوا في قتال المجوس مع قلة العدد و الناصر فقد تجمع لطلحة و الزبير ألف أو تسعمائة فارس من مكة و المدينة فتلاحق بهم آخرون فصاروا ثلاثة ألاف (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص258). لقد كانت مشكلة العرب في ذلك الوقت قلة العدد من المقاتلين فقد أنخفض عدد المسلمين العرب بشكل كبير بسبب الحروب العديدة لهذا كان عددهم قليل و بالمقابل كان المجوس زيادة على الخمسين ألفاً كما ذكرنا إذن قول و نصيحة الإمام علي (ع) كانت في موقعها لكن لا أمر لمن لا يُطاع. توجه جيش العرب نحو البصرة و كان فيها بحدود ستة إلى عشرة ألاف مجوسي، بدأ العرب بقتل المجوس في البصرة و قتلوا ستمائة رجل ففر المجوس من المدينة و خرجوا منها نحو أهلهم في الكوفة و تجمعوا على طريق الكوفة بين الإمام علي (ع) و بين البصرة و طلبت العرب كبير المجوس حرقوص بن زهير ذي الثدية و قالت عائشة الآخذ بثار عثمان من حرقوص بن زهير (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص265) لكنه هرب منهم. يقول أبن كثير إن المجوس كانوا ألوفاً (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص264) لكنه لم يحدد عددهم بالتحديد و قرأنا في بعض الروايات إنهم قريبا من عشرين ألف فارس من غير جماعة الإمام علي (ع) في المقابل كان العرب بحدود خمسة ألاف فارس (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص264-275) نلاحظ فارق العدد. لقد حاول الإمام علي (ع) أن يتدارك الأمر و أن لا تقع فتنة و أن يصلح بين العرب و المجوس فهو (ع) لم يشأ اندلاع تلك الحرب و حاول الصالح مع طلحة و الزبير على منع حرب الجمل لكن الشيطان و أعوانه كان لهم رأي ثاني حيث أشعل المجوس حرب الجمل (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص255-275) و أنطفئت بالقضاء على العرب حيث كانوا خمسة ألاف و يقول أبن كثير أن قتلى العرب كانت خمسة ألاف في الجمل (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص255-275) أي في الجمل قُتلت الغالبية من العرب لقد أدار الشيطان الدفة و بدلاً من القضاء على المجوس تم القضاء على العرب تماماً و للأسف كانت حرب الجمل بقيادة علي بن أبي طالب لهذا قال عمر بن سعد عن الإمام الحسين (ع): هذا أبن قتال العرب (بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج45ص50).
لقد ذكرنا سابقا صفة المجوس في الحروب و إنهم حتى و إن كانوا بأعداد كبيرة جداً فهذا لن يؤثر في مسار الحرب و قد ذكرنا كثرتهم في الجمل لكننا لم نذكر كافة التفاصيل و ذلك لان الإمام علي (ع) بعث الإمام الحسن (ع) للكوفة من أجل جمع العرب هناك و بالفعل تجمع للإمام الحسن (ع) تسعة إلى أثنا عشر ألف رجل لاقوا الإمام علي في ذي قار (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص264). بالمقابل كان جيش العرب بخمسة ألاف رجل كما مر أي كان في جيش علي (ع) عدد كبير من المقاتلين العرب في الكوفة الذين لديهم خبرة في القتال و لهذا في الجمل راح العديد من العرب من كيلا الطرفين فقد قُتل خلق كثير جداً (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص268) و لهذا قال أبن كثير إن قتلى الجمل عشرة ألاف خمسة من كل فريق (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص255-275). بمعنى لقد قضت حرب الجمل على العرب فلم يبقى منهم الكثير و أستطاع الشيطان المحافظة على أتباعه و خسر الإسلام الكثير جدا من رجاله هناك.

تكملة تاريخ المجوس مع الإسلام:
  بعد الجمل و ما حصل فيها قال الإمام علي (ع) للأحنف بن قيس كبير مجوس البصرة: تربعت – أي بنا- فقال الأحنف: أرفق فأن طريقك الذي سلكت بعيد و أنت إلي غداً أحوج منك أمس (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص273). تلاحظ قول الإمام (ع) و قول الأحنف أعلاه بأن الإمام علي (ع) سوف يحتاج المجوس و الصحيح أنه أُجبر على المجوس بعد الجمل لهذا غادر المدينة و سكن الكوفة فلم تكن بيده حيلة بعد قتال العرب (نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) ج1ص119). و في الكوفة عاشر الشياطين و ملئوا بطنه قيحا كما قال (نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) ج1ص70). لنعرف حال أبو الحسن (ع) مع مجوس الكوفة نقرأ رسالته إلى عبد الله بن العباس حيث قال: أسأل الله تعالى أن يجعل لي منهم مخرجا (يقصد مجوس الكوفة) و أن يريحني منهم عاجلاً فوالله لولا طمعي عند لقاء عدوي في الشهادة و توطيني نفسي على المنية لأحببت أن لا أبقى مع هؤلاء يوماً واحداً. يجيبه أبن عباس فيقول له: و أنك سألت الله ربك أن يجعل لك من رعيتك التي ابتليت بها فرجاً و مخرجاً، و أنا أسأل الله أن يعلي كلمتك و يعينك بالملائكة عاجلا (الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي ج1ص299-300).
سكن الإمام علي (ع) الكوفة مجبراً بعد انتهاء الجمل و العرب فيها ثم جاء دور معاوية و أهل الشام للمطالبة بدم عثمان (نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) ج3ص12) طوال أربع سنوات 36-40 هجرية و معاوية يقاتل الإمام علي (ع) و المجوس في الكوفة لان قتلة عثمان قوم معروفون في الكوفة (الأخبار الطوال – الدينوري ص144). حصلت عدة مناوشات بين معاوية و مجوس الكوفة أكبرها غزوة صفين.

صفين و ما بعدها:
  حارب معاوية مجوس الكوفة و أكبر حروبه كانت صفين التي تعتبر مهزلة بحق للإنسان و مفخرة بلا شك للشيطان!
كان معاوية يريد مجوس الكوفة قتلة عثمان و كان هؤلاء مع الإمام علي (ع) لهذا حصلت صفين لكن العجيب عندما لاحت بوادر النصر للإمام علي (ع) في صفين و أنه سوف يقتل معاوية أو يهرب تدخل الشيطان هنا و السبب أنه لو أنتصر علي (ع) في صفين سوف يسيطر على الشام و منها إلى بقية العالم و بهذا ينتشر الإسلام الصحيح و يعم الخير على الناس لكن الشيطان أراد حصر الإسلام و القضاء عليه لهذا وجه أتباعه المجوس لكي يطمنوا معاوية و أن لا يهرب من صفين كما أراد (شرح الأخبار – القاضي النعمان المغربي ج2ص58) و بالمقابل أجبر هؤلاء المجوس الإمام علي (ع) على قبول التحكيم. لقد كانت مهزلة بحق بطلها بجدارة مجوس الكوفة و وليهم الشيطان لان معاوية كان يريد قتلهم و هم من أنقذه في صفين لقد كان في جيش الإمام علي (ع) مجوس الكوفة و البصرة و طرفي النزاع في صفين كانوا المجوس و معاوية و العجيب في آخر الوقعة يتغير موقف المجوس و ينقذون معاوية و يوقفون علي (ع) فهل هذا شيء معقول لولا أنه فعل شيطاني لكان من الصعب تصديقه! نعتقد إن فكرة رفع المصاحف على الرماح في صفين كانت مجوسية لأنهم عرفوها سابقا في حرب الجمل (البداية و النهاية – أبن كثير ج7ص270)!
لم تنتهي صفين في أمر التحكيم فقد رجع الإمام علي (ع) إلى الكوفة منكسراً و افترق عنه المجوس (شرح نهج البلاغة – أبن أبي الحديد ج2ص268-269) لقد بيّنا سابقا إن عدد من حاجج علي (ع) في صفين هم عشرين ألفاً و هم الذين أصبحوا خوارج فيما بعد (وقعة صفين – أبن مزاحم المنقري ص489). كان تعداد الخوارج تسعة عشر ألف رجل نزلوا حروراء (شرح الأخبار – القاضي النعمان المغربي ج2ص53) بينما كان العرب مع الإمام علي (ع) أربعة ألاف رجل (شجرة طوبى – الشيخ محمد مهدي الحائري ج2ص352). نلاحظ نقطة مهمة جداً هنا و هي تناقص عدد العرب في الكوفة في مقابل تزايد عدد المجوس.
المجوس كما عرفناهم ليست لديهم فرصة في الحروب مع العرب لهذا خاطبهم الإمام علي (ع) و نصحهم لكنهم آبوا إلا أن يدمروا دين الله و يقتلوا أمير المؤمنين (ع). أستأمن من الخوارج ثمانية ألاف رجل أو أكثر و بقي أحدى عشر رجل في النهروان (شجرة طوبى – الشيخ محمد مهدي الحائري ج2ص351). أي كان العرب بأربعة ألاف و المجوس في أحدى عشر ألف أو أكثر و كما قلنا لم يكن أما المجوس فرصة فقد قتلوا بأجمعهم إلا تسعة رجال و لم يُقتل من العرب إلا ثمانية رجال (نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) ج1ص109) و هذا واحدة من الأمور التي تؤكد قولنا السابق بشأن المجوس فقد قُتلوا بأجمعهم في النهروان و لم يُقتل من العرب إلا ثمان رجال و السبب إن المجوس ليسوا أصحاب قتال بل أصحاب مكر و خداع و هم القراء من أهل الكوفة و البصرة و بقي منهم بحدود ثمانية ألاف رجل عندما رجع الإمام علي (ع) من النهروان في 13 رمضان 40 هجرية (شجرة طوبى – الشيخ محمد مهدي الحائري ج2ص351) كان من بقي من النهروان من مجوس الكوفة متحضراً له كونه قتل أهلهم و بالفعل بعد ستة أيام في 19 رمضان 40 هجرية قتلوه (ع) غدراً كعادتهم بسيف أحد قادتهم أبن ملجم فلم يكن أبن ملجم عربي بل كان قائد مجوسي.
لقد كان الرسول (ص) يعرف بشأن المجوس و حذر العرب منهم فقال (ص) عن الخوارج: هم قوم يخرجون من المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فيهم رجل مخدج كأن يده ثدي امرأة (شرح الأخبار – القاضي النعمان المغربي ج2ص61). قال الإمام علي (ع)عن المجوس الذين قتلوا عثمان: لقد علم الصالحون أن جيش المروة و ذي خشب و الأعوص ملعونين على لسان النبي (ص) (شرح نهج البلاغة – أبن أبي الحديد ج2ص140) و كذلك أكد عثمان بن عفان هذا القول عن النبي (ص) (شرح نهج البلاغة – أبن أبي الحديد ج2ص142)، و كذلك قال علي (ع): لقد علمت عائشة بنت أبي بكر أن جيش المروة و أهل النهروان ملعونين على لسان محمد (ص) (كنز العمال – المتقي الهندي ج11ص289).
مما مر لقد لعن الرسول محمد (ص) المجوس الذين قتلوا عثمان و المجوس الذين عسكروا في النهروان، نعتقد بأن الرسول الكريم (ص) لعن طائفتين أو جزأين من المجوس و هما من قتل عثمان و من عسكر في النهروان و كلا الطائفتين مختلفة أحدهما عن الأخرى في نوعية الحدث الذي فعلته و كلاهما احتوت على مجوس من الكوفة و البصرة و بالتالي نعتقد إن اللعن كان عامً يشمل المجوس ككل و السبب هو بحثنا هذا. الرسول (ص) لم يلعن المجوس فحسب بل لقد وصفهم بقوله عن عائشة قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول عن الخوارج: هم شر الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلق و الخليقة و أقربهم إلى الله وسيلة (شرح الأخبار – القاضي النعمان المغربي ج2ص60). الخوارج مجوس عاديين كغيرهم من المجوس إذن نعرف مما تقدم إن رسول الله (ص) كان يعلم أمر المجوس و وليهم الشيطان لهذا وصفهم و لعنهم و مما مر علينا خلال البحث و حسب قوله تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً و لو شاء ربك ما فعلوه فذرهم و ما يفترون) الأنعام 112. الآية دليل واضح حول ما حصل في صفين أعلاه من أمر معاوية و مجوس الكوفة و البصرة. لقد مر ألإمام علي (ع) بقتلى الخوارج يوم النهروان فقال: بؤسا لكم لقد ضركم من غركم. فقيل من غرهم يا أمير المؤمنين؟ فقال (ع): الشيطان المضل و الأنفس الأمارة بالسوء (تاريخ الطبري – الطبري ج4ص66). إذن مما لا يقبل الشك و بدلالة الآية أعلاه و ما مر علينا إن المجوس شياطين الإنس رسمياً و هم شر الخلق و الخليقة و لديهم اتصال مباشر بالشيطان كما مر علينا من الأحداث السابقة و اللاحقة في هذا البحث.
على العموم كان الخوارج يسمونهم القراء (شرح الأخبار – القاضي النعمان المغربي ج2ص52) و في الحقيقة كان المجوس جميعاً يقرأون و يكتبون على العكس من العرب الذين كانوا متخلفين في هذا الجانب فالرسول (ص) طلب من أسرى بدر أن يعلموا عشرة فيطلق سراحهم لأنه (ص) أراد تحصين العرب لكنه لم يستطع حتى جاء وقت أبو بكر في وقعة اليمامة و فيها خاف العرب من ضياع القراء و حتى وقت عثمان و مسألة كتابة القرآن تدل على تخلف العرب في مجال القراءة و الكتابة و هذا واحدة من أكبر نقاط الضعف لدى العرب التي أدت إلى ضياع الإسلام و انتصار الشيطان لان المجوس كانوا متفوقين على العرب في هذا الجانب.
بعد مقتل الإمام علي (ع) بايع مجوس الكوفة الإمام الحسن (ع) و بايعه الناس و كان الخليفة الشرعي الخامس ظلمته الناس منذ ذلك الوقت حتى اليوم لان كتب التاريخ تعد خلافته متممة للخلفاء الأربعة و استمرت ستة أشهر (أسد الغابة – أبن الأثير ج4ص387 و تاريخ اليعقوبي – اليعقوبي ج2ص214-215) أي الخلفاء خمسة و ليسوا أربعة و كذلك خلافته صحيحة بشهادة قول رسول الله (ص): الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا (البداية و النهاية – أبن كثير ج6ص280)، الملك العضوض يعني الشديد فيه عسف و عنف (لسان العرب – أبن منظور ج7ص191). نعرف الروايات بشأن الأئمة ألاثني عشر (عليهم السلام) لكن الأمرين مختلفان لان الرسول (ص) عندما يشير إلى الولاة بعده و هم الواجب إتباعهم شيء و إخبار الرسول (ص) الناس بما سيكون بعده شيء آخر بمعنى أن تقول بعدي أثنا عشر إمام و الذي سيحصل غير هذا فتخبرهم بما سيحصل فعلا فهذان موضوعان مختلفان و على العموم حديث الرسول (ص) أعلاه يؤكد خلافة الإمام الحسن (ع). في الحقيقة نعتقد إن مجوس الكوفة بايعوا الإمام الحسن (ع) لكي يبقوه في الكوفة و لا يغادرها فيقتلوه و أهل بيته طبعا الخطة شيطانية محبكة لكن الأمور جرت على خلاف ما خطط له الشيطان فبعد أن وجه الإمام الحسن (ع) أثنا عشر ألف رجل لقتال أهل الشام ترك المجوس أهل الشام و جاءوا إلى الإمام الحسن (ع) ليقتلوه و لولا مشيئة الله سبحانه لكان الوضع مختلف فقد كمن له مجوسي ليقتله غدرا كالعادة لكن الضربة كانت في فخذه و مرضته مرضاً شديدا بسببها (تاريخ اليعقوبي – اليعقوبي ج2ص214-215). لقد أراد مجوس الكوفة قتل الإمام الحسن (ع) و من معه لكنهم فشلوا و نجحوا مع الإمام الحسين (ع)!
بعد الحسن (ع) استولى معاوية على حكم الدولة و أصبح أول ملك بدلالة قول الرسول (ص) السابق و مر علينا قول الإمام علي (ع) حول قتلة عثمان إن لهم مددا و عونا و طبعا قلنا هذا المدد من إيران و نعتقد في زمن معاوية و ما بعده من الأمويين إن المجوس عندما يواجهون صعوبة مع العرب يهربون إلى خراسان ليحتموا هناك و هناك أشارات عديدة في كتب التاريخ حول ذلك. بعد النهروان أنقلب حب مجوس الكوفة للإمام علي (ع) إلى كره أعمى فهم نساء و النساء عندما تكره أحدا تكرهه بشدة لا توصف لهذا قتلوه و قتلوا أولاده (عليهم السلام) و سبوه على المنابر من سنة 40 إلى تقريبا سنة 98 هجرية أي حتى خلافة عمر بن عبد العزيز. لقد سب مجوس الكوفة الإمام علي (ع) من على المنابر في زمن المغيرة بن شعبة (تاريخ أبن خلدون – أبن خلدون ج3ص11) لم يمانع الأمويين ذلك لأنهم في الأساس يطلبونه (ع) بثأر بدر كما هو واضح من قول يزيد بن معاوية عند قتل الإمام الحسين (ع): (ليت أشياخي ببدر شهدوا). الإمام علي (ع) كان بين وقعتين بدر و النهروان تطورتا فأدتا إلى مقتله (ع) و مقتل أولاده (عليهم السلام). بالنسبة للشيطان اللعين فإن الإمام علي (ع) كان المشكلة الأكبر بعد رسول الرحمة محمد (ص) لهذا سبه من على المنابر لمدة 60 سنة تقريبا لينتج عن ذلك جيل جديد كاره للإمام علي (ع) ن بدون أيعرف السبب و هذا ما حصل في ألاف الكتب المنسوبة للطوائف السنية لأنه ببساطة لو إنك تسمع شخص يُسب على المنابر بالتأكيد ستحسبه كافرا أو نحو ذلك و المدة كانت طويلة بحدود ستين سنة أي كانت خطة شيطانية محبكة ضد الإمام علي (ع) بتخطيط شيطاني و تنفيذ مجوسي.
مات المغيرة سنة 50 هجرية و تولى زياد بن أبيه البصرة و الكوفة لمدة ثلاثة سنوات تزوج قبلها من مجوسية و أنجبت منه عبيد الله و كان مقربا للمجوس لأنه كان يولي المجوسي عمرو بن حريث الكوفة عندما يتركها و يولي المجوسي سمرة بن جندب البصرة عندما يتركها (الطبقات الكبرى- محمد بن سعد ج7ص99 ، تاريخ بغداد – الخطيب البغدادي ج3ص443 و الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي ج1ص62). قرب زياد المجوس لأنه مثلهم أبن غير شرعي أي أبن شيطاني و النتيجة واحدة تؤدي إلى الشيطان وليهم جميعا لهذا و ربما لغيره سير زياد بن أبيه بعض المجوس (جند شاهنشاه) إلى بلاد الشام فهم بها يدعون الفرس. و سير منهم قوما إلى البصرة فدخلوا في الاساورة الذين بها و بعد قزوين جاءوا إلى الكوفة (فتوح البلدان – البلاذري ج2ص343-344)، لقد فرق زياد بن أبيه مجوس الكوفة في البلاد إلى الشام و البصرة و الكوفة (تاريخ الكوفة – السيد البراقي ص162-163)، و ربما في عهد زياد دخل أهل خراسان الكوفة (فتوح البلدان – البلاذري ج2ص346)، و السبب لان زيادا في زمن الإمام علي (ع) كان والي خراسان قريبا من المجوس و هو أبن الشيطان لهذا فرق المجوس في البلدان و سبب ذلك هو الشيطان الذي أراد أمران مهمان و هما القضاء على الإسلام و نشر المجوس في البلاد لتغير دين الله سبحانه و هما كما يلي:  
1.    بالنسبة للأمر الأول فقد أنهى الشيطان على 95% من الإسلام و كان هناك جيوب صغيرة أغلبها في مدينة الرسول (ص) و تكفل بهذا الموضوع اللعين يزيد بن معاوية كما سيأتي.
2.    نشر المجوس في البلاد الإسلامية قبل أتساع رقعة الإسلام فقد قال الجواهري و أبن منظور: أن قوماً من العجم خرجوا في أول الإسلام فتفرقوا في بلاد العرب، فمن أقام منهم بالبصرة فهم الاساورة و من أقام منهم بالكوفة فهم الاحامرة و من أقام منهم بالشام (سوريا) فهم الخضارمة و من أقام منهم بالجزيرة (سوريا) فهم الجراجمة و من أقام منهم في اليمن فهم الأبناء و من أقام منهم بالموصل فهم الجرامقة (الصحاح – الجوهري ج5ص1914 و لسان العرب – أبن منظور ج12ص186). لقد ذكر المسعودي و أبن منظور مجوس الكوفة الذين أعطاهم العرب الأمان في بلادهم و لم يذكرا المجوس الذين آسروهم العرب في الحروب و باعوهم في السعودية فهم العبيد فهم ليسوا أحرارا مثل أقوام المسعودي و أبن منظر أعلاه و للمجوس العبيد في المدينة و مكة دور مهم سوف نوضحه لاحقا.
قال معاوية مخاطبا أهل الكوفة (العرب): فشيت فيكم خصال أربع بخل و خب و غدر و ضيق و قد علمت من أين أتيتم بهن فالخب من النبط و البخل و الغدر و الضيق من المجوس (تاريخ الطبري – الطبري ج3ص220). لقد كان معاوية يكره المجوس لهذا ثاروا ضده مرات عدة حتى قضوا على الدولة الأموية فقد قال معاوية في رسالته لزياد في الكوفة: أنظر إلى الموالي و من اسلم من الأعاجم فخذهم بسنة عمر بن الخطاب فأن في ذلك خزيهم و ذلهم، أن تنكح العرب فيهم و لا ينكحونهم، و أن ترثهم العرب و لا يرثونهم، و أن تقصر بهم في عطائهم و أرزاقهم، و أن يقدموا في المغازي يصلحون الطريق و يقطعون الشجر، و لا يؤم أحد منهم العرب في صلاة، و لا يتقدم أحد منهم في الصف الأول إذا حضرت العرب إلا أن يتموا الصف، و لا تول أحد منهم ثغراً من ثغور المسلمين و لا مصرا من أمصارهم، و لا يلي أحد منهم قضاء المسلمين و لا أحكامهم فأن هذه سنة عمر فيهم و سيرته (جزاه الله عن أمة محمد و عن بني أمية خاصة أفضل الجزاء) ...إلى أن قال: فإذا جاءك كتابي هذا فأذل العجم و أهنهم، و أقصهم، و لا تستعن بأحد منهم، و لا تقض لهم حاجة (الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي ج2 ص824). هذا معاوية مع المجوس فكرهوه بشدة إلى اليوم لكنهم لم يقتلوه فهو أذكى منهم.  
انتهى عهد معاوية سنة 60 هجرية و جاء بعده أبنه يزيد و بصراحة أكمل يزيد عمل الشيطان ببراعة فقد ساهم بقتل الإمام الحسين و أهل بيته (عليهم السلام أجمعين) و قتل من في المدينة في وقعة الحرة و قتل من بقي في مكة و رماها بالمنجنيق. قلنا ساهم يزيد بقتل الحسين (ع) و هو وصف دقيق لما حصل فعلا لان مجوس الكوفة هم من قتله فقد كتبوا له كما قال الإمام الحسين (ع): أن أهل هذا المصر كتبوا إلي يذكرون أن لا إمام لهم، و يسألونني القدوم عليهم، فوثقت بهم، فغدروا بي، بعد أن بايعني منهم ثمانية عشر ألف رجل، فلما دنوت، فعلمت غرور ما كتبوا به ألي أردت الانصراف حيث منه أقبلت، فمنعني الحر بن يزيد، و سار بي حتى جعجع بي في هذا المكان (الأخبار الطوال – الدينوري ص253-254 و كلمات الإمام الحسين (ع) – الشيخ الشريفي ص382).
نلاحظ من قول الإمام الحسين (ع) أعلاه صفة مجوس الكوفة بالغدر و ما عملوه ما الإمام الحسين (ع) ليس غدرا فقط بل قتل مع سبق الإصرار و الترصد و ذلك لان أي شخص مطلوب من قبل أي حكومة و ترسل له لكي تحميه في بيتك ثم تقتله الحكومة تكون أنت المسؤول عن قتله و هذا شيء بديهي و ما حصل مع الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف مع مجوس الكوفة كان أكبر حيث دعوه و هو كان مطارداً من قبل الحكومة الأموية و لم يكتفوا بالكمين الذي نصبوه له بل دعوه و قتلوه أي غدروا به و قاموا هم بأنفسهم بقتله و ليس الحكومة الأموية إذن فقط دعوته تجعل مجوس الكوفة مسئولين عن قتله بالإضافة إلى قتله مع أهله و أصدقائه في وقعة الطف تعتبر جريمة بشعة ليس لها مثيل في التاريخ و الأبشع مما فعله مجوس الكوفة بالإمام الحسين (ع) هو استغلالهم واقعة الطف كوسيلة للوصول إلى غاياتهم المتعددة التي منها حكم العرب كما حصل في الحكم العباسي.   
على العموم كان مع رسول الحسين (ع) مسلم بن عقيل أربعين ألف من الكوفيين (سير أعلام النبلاء – الذهبي ج3ص306) نلاحظ كثرة عدد المجوس مع مسلم بن عقيل قبل قدوم الحسين (ع) فلم يكن العرب أكثر من خمسة ألاف كما مر بنا في وقعة النهروان! إذن من بايع مسلم و أنقلب عليه و قاتل الإمام الحسين (ع) و قتلوه هم مجوس الكوفة كرهاً لمعاوية و ثورةً ضده و هذه الميزة لمجوس الكوفة استمرت حتى أطاحوا بحكومة الأمويين بأبي مسلم الخرساني.   
قال الإمام الحسين (ع) لرسول عمر بن سعد: ماذا تريدون مني؟ إني مخيركم ثلاثاً: بين أن تتركوني ألحق بيزيد أو أرجع من حيث جئت أو أمضي إلى بعض ثغور المسلمين فأقيم فيها (مقاتل الطالبيين – أبو فرج الاصفهاني ص75). لم يدع لهم الإمام الحسين (ع) أمراً إلا وقد عرضه عليهم لكنهم آبوا إلا أن يبايع عبيد الله بن زياد و هذه خطة شيطانية محبكة لأنه من المستحيل أن يبايع الحسين (ع) عبيد الله بن زياد و هو أبن مجوسية و هذا ما أراده الشيطان و فعله بواسطة أتباعه المجوس و قد أظهروا حقدهم و دافعهم الحقيقي عندما قال لهم الحسين (ع): ويلكم أتقتلوني على سنة بدلتها؟ أم على شريعة غيرتها؟ أم على جرم فعلته؟ أم على حق تركته؟ فقال مجوس الكوفة له: إنا نقتلك بغضاً لأبيك فلما سمع كلامهم حمل عليهم فقتل منهم من حملته مائة فارس (ينابيع المودة لذوي القربى – القندوزي ج3ص80 و شرح إحقاق الحق – السيد المرعشي ج11ص647).
من خلال أحداث الواقعة نعلم جيداً إنهم مجوس الكوفة الذين قتلوا الإمام الحسين (ع) فلا نجد مقاتلة بالسيوف بل غدروا الإمام العباس (رض) غدراً و قتلوا الإمام الحسين (ع) بالسهام و النبال و لم يقاتلوه وجها لوجه كمبارزة بالسيوف كما هو في قتال العرب فالرسول محمد (ص) خاض 29 واقعة و لم يُقتل في أحدها لأنه لو كانت لدى العرب طريقة الغدر الموجود لدى المجوس لكان الرسول (ص) مقتولاً في أحد الوقائع الأولى كبدر مثلاً. إن ما نقصده هو استخدام السهم و رميه من بعيد بقصد القتل و هذا ما حصل للإمام الحسين (ع) في واقعة الطف و هذه الميزة صفة معروفة للمجوس في الحروب هذا من جانب و من جانب آخر تفيد بعض الروايات إن الإمام الحسين (ع) قتل بحدود ألف و تسعمائة و خمسين رجلا (بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج45ص50). لقد قرأنا إن هناك من العرب من قتل 100 رجل في الحروب مع المجوس لكن الإمام الحسين (ع) يختلف لأنه أبن صنديد العرب علي بن أبي طالب (عليهما السلام) مما يعني أنه يقتل أكثر من هذا و هذا ما حصل لان القوم مجوسا لا خبرة لهم بالسلاح و الحروب كما مر علينا. و على العموم إن المجوسي سنان بن أنس هو من أجهز على الإمام الحسين (ع) بعد أن أثخن بالسهام و خصوصا السهم ذو الثلاث شعب الذي أخترق قلبه فنزل له الملعون بن الملاعين سنان بن أنس الأيادي من بني إياد المجوسي و أخذ بلحية الحسين (ع) و جعل يضرب بالسيف في حلقه و هو يقول: و الله إني لأحتز رأسك و أنا أعلم إنك أبن رسول الله (ص) و خير الناس أباً و أماً (الامالي – الشيخ الصدوق ص226). مجوسي ملعون يعلم مكانه الحسين (ع) و مع هذا يقتله هذا من فعال الشيطان. إن كلمات الملعون سنان تشبه كلمات وليه الشيطان الذي يعلم الحق جيداً فيخالفه.
الشيطان لم يكن يفكر إلا في بيت النبي (ص) لأنهم جميعهم مصابيح هدى لهذا رتب لهم واقعة الطف للتخلص منهم بواسطة أعوانه المجوس (شياطين الجن و الإنس) و بالفعل قضت الطف على سبعين رجلا و تقريبا عشرين رجلا من أهل بيت النبي (ص), و في 63 هجرية غزا مسرف بن عقبة المدينة بوقعته الشهيرة الحرة و أسمه الحقيقي مسلم سمي مسرفا لإسرافه في قتل أهل المدينة. بلغ عدد قتلى الحرة يومئذ من قريش و الأنصار و المهاجرين و وجوه الناس ألفاً و سبعمائة و سائرهم من الناس عشرة ألاف سوى النساء و الصبيان (الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي ج2ص460) و قال أبن أبي الحديد: في ذكر بسر بن أرطاة و ما فعل بالحجاز: و كان عدد الذي قتلهم بسر بن أرطاة في وجهاته تلك ثلاثين ألفاً و حرق قوماً بالنار ثم قال: و كان مسلم بن عقبة ليزيد و ما عمل في وقعة الحرة كما كان بسر بن أرطاة لمعاوية و ما عمل في الحجاز و اليمن، من أشبه أباه فما ظلم (نبني كما كانت أوائلنا    تنبني و نفعل مثل ما فعلوا)(شرح نهج البلاغة – أبن أبي الحديد ج2ص18).
نعتقد إن قتلى الحرة أقل مما ذُكر أعلاه و السبب عرفناه من وقعة الجمل السابقة فلم يكن هناك عدد كبير من العرب في المدينة و مكة و خصوصا بعد الجمل و هذا عامل مهم جداً لهذا نعتقد إن قتلة الحرة كانوا 306 رجل 173 رجل من قريش و الباقي من الأنصار (تاريخ خليفة بن خياط – العصفري ص192).
·     انتهاء الإسلام:
 بعد غزوة الحرة حصلت وقائع مع عبد الله بن الزبير و تم رمي الكعبة بالمنجنيق و قُتل هناك عدد من الناس ثم مات يزيد و بموته و ما فعله في ثلاث سنوات انتهى الإسلام رسمياً أي بعد تلك الأحداث من غزوة الطف و الحرة و وقائع بسر بن أرطاة لم يبقى في العرب باقية و انتهى الإسلام رسميا.
بانتهاء الإسلام و رجاله و في الفترة بين 64 إلى 100 هجرية أصبح العبيد و اللاجئين هم مؤسسين الشيء المسمى دين الذي نعرفه اليوم فهو ليس الإسلام الصحيح و أصبح العبيد (المجوس) سادة العرب و أهل الدين الذي أسسوه. لقد أنقسم المجوس في تلك الفترة (العبيد و اللاجئين) إلى قسمين الخوارج كارهين الإمام علي (ع) في الكوفة و البصرة و غيرها من مناطق العراق و إيران و الشام و القسم الثاني العبيد الذين يقرأون و يكتبون في مكة و المدينة و غيرها من مناطق العرب في السعودية و اليمن و من أمثلة هؤلاء العبيد المؤسسين للدين الذي نحن عليه اليوم؛ عكرمة عبد أبن عباس، أبن هرمز (أو هرمزان أستاذ مالك بن أنس) عبد بني الليث (الخلاف – الشيخ الطوسي ج4ص216) عطاء بن أبي رباح و هو عبد أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمي (الطبقات الكبرى – محمد بن سعد ج5ص37 و ص467) و عطاء بن أبي رباح من مولدي الجند أسود مفلفل (المسائل الصاغانية – الشيخ المفيد ص37). أبو بكر محمد بن مسلم الزهري و كان عبداً لبني أمية (معجم رجال الحديث – السيد الخوئي ج17 ص190). و لان الزهري كان عبد بني أمية و كان يقرأ و يكتب (مجوسي) كلفه عمر بن عبد العزيز بتدوين الحديث فهو أول من دون الحديث (فتح الباري – أبن حجر ج1ص185 و المصنف – أبن أبي شيبة ج1ص26) كل عبد يقرأ و يكتب في ذلك الوقت يعني مجوسي بلا خلاف. و أما بالنسبة لمجوس الكوفة و البصرة فهم مع إخوانهم الشياطين العبيد كانوا من مؤسسين الدين الجديد و مبتدعيه و هم يشكلون الثقل الأكبر فيه من أمثال الحسن البصري المجوسي الذي جعل الملكين هاروت و ماروت مجوسيان مثله فقال أن هاروت و ماروت علجان (مجوسيان) من أهل الكوفة (علل الشرائع – الشيخ الصدوق ج1ص25). نشط المجوس العبيد في الحجاز و المجوس في الكوفة و البصرة كونهم يقرأون و يكتبون على عكس العرب و كانت بينهم صلات حسب قوله تعالى: (و كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا و لو شاء ربك ما فعلوه فذرهم و ما يفترون) الإنعام 112.
لقد قلنا في 64 انتهى الإسلام و لكن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول أن الإسلام انتهى قبل هذا التاريخ! فقد قال (ع): إنما بدء (أي بدأت الفتن في هذا الوقت) وقوع الفتن أهواء تُتبع و أحكام تُبتدع يخالف فيها كتاب الله و يتولى عليها رجالاً رجالاً على غير دين الله فلو أن الباطل خلص من مزاج الحق لم يخف على المرتادين و لو أن الحق خلص من لبس الباطل لانقطعت عنه ألسن المعاندين و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه و ينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى (نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) ج1ص99).
بعد 100 هجرية كتب الزهري أول كتاب دوّن فيه أحاديث المجوس ثم جاء مالك بن أنس و هو أبن غير شرعي لأنه و ببساطة لا يوجد حمل بثلاث سنوات (المسائل الصاغانية – الشيخ المفيد ص62) من المستحيل حصول هكذا حالة مطلقاً حسب العلم الحديث. آخذ مالك عن أبن هرمز و هو شخص مجهول لأنه عبد مجوسي و قال مالك: كنت آتي بن هرمز من بكرة فما أخرج من بيته حتى الليل و لازمته سبع أو ثمان سنين و قال أيضا: كنت آتي بن هرمز فيأمر الجارية فتغلق الباب و ترخي الستر (كتاب الموطأ – الإمام المالكي ج1ص20). طفل غير شرعي يستلمه شيطان مجوسي كابن هرمز تصور كيف تكون النتيجة! بعد المالكي جاءت رجال عدة كما قال الإمام علي (ع) رجال تأخذ من رجال و كلهم مجوس و تفرق الناس إلى أكثر من خمسين فرقة أغلبها أو جميعها كانت ناتجة من مجوس العراق الخوارج.
بعد قتلهم الإمام الحسين (ع) في 61 هجرية أستغل مجوس الكوفة حادثة الطف فهم من قام بها خير استغلال فهم كالنساء يقتلون القتيل و يبكون عليه و هذا ما حصل بالفعل بعد 61 هجرية أي في 64 هجرية فقد أظهر المجوس التوبة من فعلتهم في غدر الإمام الحسين (ع) و راحوا يبكون على قبره كما هو الحال اليوم و قصة سليمان بن الصرد و قصة المختار و ثورة التوابين من الأمور المعروفة في التاريخ. ابتدأت ثورة التوابين (المجوس) في 64 هجرية و استمرت على نفس الأسلوب طلب الثأر من قتلة الإمام الحسين (ع). العجب كل العجب مما فعله مجوس الكوفة فهم من قتل الإمام الحسين (ع) و يطلبون بثأره! و هذا ما حصل فعلا حتى اليوم فقد استمرت ثورة التوابين المجوس و قاموا بعدة ثورات على الأمويين تحت هذا غطاء الثأر فغدروا بزيد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) كما غدروا بآبائه (عليهم السلام أجمعين) و استمرت ثوراتهم على الأمويين مستغلين واقعة الطف و حقيقة الأمر إنهم كانوا يثورون على الأمويين كونهم عرباً لان بقاء الأمويين العرب في السلطة يعني تضيق الخناق على المجوس و تقيد حرية الشيطان و كان الشيطان يريد تشكيل دين جديد بواسطة أتباعه لهذا جاءت ثورة أبو مسلم الخرساني لتقضي على الحكم العربي و يبدأ حكم المجوس بواجهة عربية و من يقول إن بني العباس كانوا هم الحكام فعلا فهو واهم و لا يعرف التاريخ الحقيقي لان الحكم كان مجوسي بواجهة عباسية. و كما قلنا شاع تدوين الدين الجديد في الطبقة التي تلت الزهري و جماعته أي بدأوا في تشكيل الدين الجديد في الدولة المجوسية – العباسية (مارد الضمأن – الهيثمي ج1ص12).
بانتهاء الأمويين العرب انتهت الإمبراطورية العربية التي امتدت من أسبانيا غرباً إلى الصين شرقاً و جاءت الحكومة المجوسية التي أضاعت جميع هذه المكتسبات و احتفظت ببغداد و خراسان لهذا تجد دول عديدة أُنشأت في البلدان المختلفة مثل الدولة الفاطمية في مصر و الأموية في أسبانيا و الأيوبية في الشام و القرامطة في الجنوب و في سوريا أيضاً ... إلى آخره من الدول، حتى وصل أمر ضعف الدولة إلى آخذ الحجر الأسود من الكعبة بواسطة القرامطة و الاحتفاظ به في هجر (قطر) (تذكرة الحفاظ – الذهبي ج3ص835). إن أهم ما يميز دولة المجوس – بني العباس إنها مؤلفة من خطين ثابتين هما خط الخلافة و هي عباسية و خط الوزارة و هي مجوسية و هذه الصفة معروفة للمجوس فقد كان بإمكانهم آخذ الملك ببساطة لأنهم أصحاب الثورة (ثورة أبو مسلم الخرساني) لكنهم أكتفوا بالوزارة لأنهم نساء يفضلون الحكم من وراء واجهة و كانت هذه الواجهة بني العباس و امتدت هذه الصفة حتى آخر خليفة عباسي المستعصم بالله و آخر وزير مجوسي محمد بن العلقمي. من بداية دولة المجوس – بني العباس و المواضع ثابتة الخلافة الصورية لبني العباس و الوزارة بيد المجوس. أن الصفة الثانية لدولة المجوس – بني العباس إنها ولدت ضعيفة بسبب المجوس لهذا لم تستطع الحفاظ على منجزات الإمبراطورية الأموية العربية.
لقد كانت الكوفة عاصمة الدولة المجوسية – بني العباس في بداية عهدهم و بسبب المضايقات بين العرب و المجوس أنتقل أبو العباس السفاح منها إلى مدينة أخطتها سنة 145 و نزلها سنة 149 و سماها الهاشمية (معجم البلدان – الحموي ج1ص457). كره المجوس الهاشمية فأرادوا بناء مدينة لهم كما فعل أسلافهم فبنوا دار السلام بناها المجوس مع أبو جعفر المنصور من أنقاض المدائن (معجم البلدان – الحموي ج1ص294) لهذا تعتبر دار السلام (بغداد) رسميا المدينة الثامنة المكملة لمدائن المجوس السبعة قبلها في تلك المنطقة لان المدائن عبارة عن سبع مدن و حسب الموقع و ترتيب البناء الدائري فأن دار السلام تكون المدينة الثامنة للمجوس أي أن المدائن ثمانية و ليست سبعة فقط و بغداد آخرها. عند بناء بغداد أنتقل مجوس الكوفة إليها و سكنوها فهي مدينتهم الثامنة (تاريخ الكوفة – السيد البراقي ص488). 
بسبب أمه المجوسية و التي أسمها مراجل البادعسية كان المأمون الابن المفضل للمجوس من أخيه الأمين لهذا حصلت الحرب بين الأخويين أو في الحقيقة بين صنفين من المجوس. أنتصر المأمون على الأمين و استولى على حكم الدولة المجوسية – بني العباس و في بداية عهده انتهى دور العرب نهائيا في الكوفة أو بغداد أو في أي مكان حيث بدأ عدد المجوس يتزايد باستمرار في العراق في حين تعداد العرب يقل بالتدريج كما لاحظنا لهذا في زمن المأمون أصبحت اللغة المجوسية هي اللغة الرئيسية في ذلك العصر (حياة الإمام الحسين (ع) – الشيخ باقر شريف القرشي ج2ص437-438). و لان الحكومة كانت مجوسية 100% فقد أنتقل المأمون من بغداد إلى خراسان موضع أجداده و انتهت في تلك الفترة خلافة العرب (بني العباس) رسميا لان وزيره الفضل بن سهل كان يسمى ذي الرياستين لتدبيره أمر السيف و القلم (تاريخ بغداد – الخطيب البغدادي ج12ص336) مع العلم إن الفضل بن سهل أسلم في زمن هارون الرشيد أو في زمن المأمون و مع هذا أصبح الحاكم الفعلي للدولة المجوسية – بني العباس أي في زمن المأمون بحدود 200 هجرية سيطر المجوس على العرب سيطرة كاملة و شاع التدوين في ذلك الوقت و المناظرات بين الناس و ظهرت الأهواء و الفتن بشكل كبير كالبحار و المحيطات الهائجة و أفضل مثل على ذلك الخلاف حول القرآن هل هو مخلوق أم مُنزّل؟ و راحت الكثير من الأرواح بسبب هذا الخلاف و يقال إن أبو حنيفة قال القرآن مخلوق (الخلاف – الشيخ الطوسي ج6ص120) أي المجوس هم من بدأ تلك الفتنة كما بدأوا جميع الفتن قبلها و بعدها. لقد ضاعت أغلب المدن من يد الحكومة المجوسية – بني العباس سابقا الحكومة المجوسية بدون بني العباس حاليا حتى لم يبق بيد الخليفة غير مدينة السلام و بعض السواد سنة 325 هجرية (الهداية – الشيخ الصدوق ص126).
أراد المعتصم تغير الواقع المجوسي فجلب الأتراك و نقل العاصمة من بغداد إلى سامراء لكنه لم يفلح لأنه كان يواجه الشيطان و أتباعه أي يواجه الغدر و الخديعة و بالفعل أرجعت العاصمة إلى بغداد و استمرت الخلافات بين العرب و المجوس و بين أهواء المجوس في بغداد حتى زمن آخر خليفة عباسي المستعصم بالله الذي غدره وزيره المجوسي محمد بن العلقمي و قُتل بني العباس في بغداد على يد المغول و المجوس و أبقوا على مجوس بغداد و أبقوا على المجوسي الغدار بن العلقمي و هناك أشارات في التاريخ تشير إلى هجوم مجاميع من مسلمي إيران مع المغول على مسلمي بغداد و هذا غير معقول إلا بمعرفة الحقيقة و هي إن مجوس إيران هجموا على بغداد مع المغول لنصرة أخوانهم المجوس في بغداد لهذا قُتل الخليفة و بقية العرب من بني العباس و أبقى المغول على بن العلقمي الخائن و بقية المجوس. بعد المغول هجم على بغداد العديد من الأقوام و توالت الحقب التاريخية على البلاد و أنتشر المجوس بين الناس في العراق و الشام و السعودية و اليمن و في كل مكان و كانت بغداد و الكوفة خالصة للمجوس حتى انتقال مجوس الكوفة إلى مناطق قتلاهم في النجف و كربلاء مع بقاء بغداد على حالها حتى بداية القرن التاسع عشر الميلادي الثالث عشر الهجري.        
كمثال على أمر المجوس مع الشيطان في بغداد و ما حولها فقد أخطأ الشيخ المفيد مؤسس الطائفة الأمامية في فتوى دفن امرأة كانت حامل أي دفنها مع طفلها الحي و رغم خطأه هذا إلا أنه سمع صوت من خلفه يقول له : (أفت يا مفيد و علي التسديد) بالتأكيد كان هذا الشيطان و كذلك الشاب الرمادي أو الحصان الذي ينطق بالحق لشيخ الإسلام أبن تيمية. إن العرب تحتقر الشخص المسمى باسم أمه أو جدته و مع هذا أبن تيمية المسجون في كل مدينة مر بها يعتبر شيخ الإسلام!
بالنسبة لنزاهة المجوس فأننا نعلم إنهم نساء تجار يحبون المال حبا جما و إذا أردت أن تعرف قوما تختار أتقاهم و أفضلهم و لا يوجد في المجوس أفضل من رجال الدين الشيعة الكبار فقد قال الإمام المهدي (ع): (أما الخمس فقد أبيح لشيعتنا و جعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم و لا تخبث (كمال الدين و تمام النعمة – الشيخ الصدوق ص485، الحدائق الناضرة – المحقق البحراني ج12ص432). ببساطة شديدة أخذ الخمس من قبل علماء الشيعة حرام و يعتبر سرقة فإذا كان أحسن أشخاص المجوس تقربا إلى الله يخدعون الناس و يسرقون أموالهم بغير حق فكيف الحال في بقية المجوس!
بصراحة أنقسم الناس منذ عهد المأمون و سيطرة المجوس إلى خمسة و خمسين فرقة مختلفة أساسها و مؤسسيها هم مجوس العراق في الكوفة و البصرة و من ثم دار السلام (بغداد). بعد 300 ملت طائفة من المجوس و أسسوا فرق مختلفة أسموها الشيعة و تفرقت 16 فرقة أي هدم المجوس دين الله و فرقوه إلى 71 فرقة حسب كتب التاريخ و لولا مجيء الاحتلال العثماني لكنا اليوم ألفين أو ثلاثة ألاف فرقة فالمجوس لا يتوقفون و يكفي أن تعرف أمرهم في نجف الكوفة لتعلم قصدنا أنه لو بقي المجوس لحالهم لفرقوا الناس إلى الآلاف الفرق و لكن العثمانيين أوقفوا المد المجوسي و أجبروا الناس على الاصطفاف في أربع فرق سنية (حنفية، مالكية، شافعية و حنابلة) و أرادوا من الشيعة الانضمام إلى هذا التقسيم ليصبحوا الفرقة الخامسة (الجعفرية) لكن الشيعة رفضوا فسموهم الرافضة لرفضهم مرتين الانضمام إلى الطوائف المسماة إسلامية.
لا تجد أي شيء في كتب التاريخ عن المجوس أو كما يسمون نفسهم بالعجم أو الفرس و السبب وضحناه سابقا و هو إن المجوس هم من كتبَ كتُب التاريخ، الصحاح، تفسير القرآن و جميع الكتب أي 99.9 من الكتب الدينية لكل الطوائف السنية أو الشيعية هم مجوس فكيف يكتبون عن نفسهم فهم يفضلون التستر و الاختفاء بين العرب و خير دليل على ذلك تحالفهم مع زهرة بن حوية المجوسي التميمي فهو مجوسي (إكمال الكمال – أبن ماكولا ج2ص171) تحالف مع بني تميم، و كذلك مر علينا جند شاهنشاه تحالفوا مع من يريدون فتحالفوا مع المجوسي زهرة و أصبحوا من بني تميم و كذلك أساوره البصرة تحالفوا مع من شاءوا و أهل قزوين تحالفوا مع زهرة بن حوية فسموا حمراء الديلم (معجم البلدان – الحموي ج4ص343). أي تجمع المجوس في بدايتهم في الكوفة و تحالفوا مع بني تميم و أصبح هذا غطاءهم و كل تميمي اليوم يعتبر مجوسي ما لم يثبت العكس. لقد تستر المجوس بين العرب فكيف يفضحون تسترهم في كتبهم التي يكتبونها! لقد أغتنم المجوس هذا الفرصة و تغلغلوا بين القبائل العربية فلا توجد قبيلة سليمة منهم حتى تثبت العكس في البلدان التي هاجروا لها و هي جميع الجزيرة العربية و جنوبها اليمن و شمالها العراق و الشام و حتى دول المغرب العربي لقد أنتشر المجوس في كل البقاع العربية للسيطرة عليها فقد فادهم التخفي بين الناس و القبائل بالتحالفات كأنهم عرباً مثلهم و لكنهم نسوا إن الله مخرج ما يحذرون و التغيرات التي طرأت في أجسامهم جراء زواج المحرمات و ما بدأه ملكهم بهمن بابنته لا يمكن طمسها أو تغيرها فمسألة الوراثة مسألة عجيبة و ما هي إلا خطوات بسيطة و كشوفات مختبرية بسيطة حتى نستطيع التمييز بين من هو عربي و من هو مجوسي فالعلم يفعل المستحيل و التغيرات في أجسام المجوس كبيرة.
و كمحصلة بسيطة عما قلناه فقد قتل المجوس الخلفاء الأربعة (عمر، عثمان، علي و الحسن عليهما السلام)  عدا أبو بكر فهم لم يلحقوا زمنه و نازعوا العرب (بني أمية) على الحكم بثورات عدة و فازوا بأبو مسلم الخرساني و سيطروا على الحكم و أصبحوا سادة الناس، و الأهم من هذا دمروا الدين و غيروه و فرقوا الناس إلى 71 فرقة قبل مجيء الوهابية ليكون 72 فرقة جميعهم في النار عدا الفرقة 73 الناجية (كتاب السنة – عمرو بن أبي عاصم ص35) قرأنا في أحد الكتب إن هذه الفرقة 73 الناجية تكون مثل ما كان الرسول (ص) و أصحابه أي هذه الفرقة الوحيدة تكون مسلمة و بقية الفرق الاثنين و السبعين تكون أما كافرة أو مشركة و طبعا الفرقة التي تشبه الرسول (ص) و أصحابه غير موجودة حالياً بدلالة سورة الواقعة و هذا البحث الذي بيّنها جيداً و سوف يأتي الإمام المهدي (ع) و يكمل تعداد الفرقة الناجية و هذا ما أشارت له سورة الواقعة "بالأولين" الرسول (ص) و أصحابه أما الآخرين فهم الإمام المهدي (ع) و أصحابه و أما الأوسطين فهم أصحاب الشمال و ليس لهم عدد محدد بل هم أكثر من مليار شخص حاليا يعتقدون بأنهم مسلمين و هم غير ذلك و السبب المجوس و هذا واضح في سورة الواقعة.
للمجوس صفة مهمة تفيدنا في هذا البحث و هي صفة التعالي أي يعتقدون إنهم أعلى من العرب لهذا الغالبية منهم لم تبقي على تحالفها مع القبائل العربية و أوجدوا لهم ألقاب مختلفة وهي على ثلاثة أنواع أما أسماء مدن و مناطق مثل: الدمشقي، الحلبي، الحراني، الحمصي، النجدي، العاني، الرواي، البغدادي، الفلوجي، الكبيسي، الهيتي، العاني، الراوي ...إلى آخره من الأماكن هناك مئات الألقاب التي ترجع نسبها إلى المدن و الأماكن في البلاد العربية المختلفة و هذا يعني 100% أصحاب هذه الألقاب مجوسا ما لم يثبتوا العكس. إن كل شخص يرجع نسبه إلى مدينة أو موقع معين عبر التاريخ فهو مجوسي لا محالة ما لم يثبت عكس هذا. أو النوع الثاني أن يكون لقب الشخص على حرفته مثل: الصفار، النجار، الخباز، البزاز، الطحان ...إلى آخره مئات الألقاب التي تؤكد بأن صاحبها مجوسي لا محالة ما لم يثبت عكس هذا.
النوعان أعلاه تميز المجوس المتغلغلين بين القبائل العربية لكن هناك نوع ثالث أبقى على تحالفه مع القبائل أو تحالف مع القبائل العربية في القرون الأخيرة حسب التاريخ و هؤلاء لا يمكن كشفهم إلا بشهادة قبائلهم أو بواسطة العلم و ذلك عن طريق كشوفات مختبرية معروفة كما قلنا.
إن جميع مؤسسي المذاهب و كتاب التاريخ و التفاسير هم مجوس ما عدا المالكي حسب اعتقادنا و هو أبن غير شرعي لوث عقله أبن هرمز المجوسي و هناك العديدين من أبرزهم أحمد بن حنبل بن هلال المجوسي الأصل و المولود في بغداد و أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني المجوسي الحنبلي فهو مجوسي لكونه يتبع أبن حنبل و مجوسي لان لقبه من حران و هي مدينة سكنها المجوس و أعتقد الشيخ بعرورة من هناك أيضاً، و هناك أيضا مؤسس الطائفة الوهابية و هو محمد بن عبد الوهاب النجدي المجوسي لأنه نجدي باسم مدينة نجد لا توجد عشيرة عربية له و هناك الكثيرون و كلهم شياطين الإنس يوحون بعضهم إلى بعض و منتشرين في بقاع الأرض.
لقد دبرها الشيطان و أجاد فيها المجوس و دمروا آخر رسالة سماوية. لقد ذكرنا إنها حرب و لكنها ليست كما تعتقد لأنه لو أراد الله سبحانه و تعالى أن يجعل جميع الناس مؤمنين لفعل لكنه تعالى يترك الناس ليبلوهم أو يمتحنهم و أما لماذا فعل الشيطان جميع ما فعل في هذا البحث لان رسالة النبي محمد (ص) هي آخر رسالة سماوية و طبعا نعرف من القرآن إن الشيطان أنتصر على الأنبياء قبل النبي (ص) كعيسى و موسى و غيرهم (عليهم السلام أجمعين) فلم تكن الكمية تهم بل كانت النوعية لهذا تجد القليلين جدا من هم المؤمنين و الباقي هم كفاراً غير مؤمنين مع بقية الأنبياء (عليهم السلام أجمعين) و كان النبي (ص) آخر تحدي يواجه الشيطان فأما أن ينتصر أو ينتهي كبقية الأنبياء لأنه لو انتشرت رسالة النبي (ص) في الأرض ينكسر الشيطان و ينتهي. و بصراحة لم يكن المجوس وحدهم من دمر آخر رسالة سماوية بل يقع الجزء الأكبر على عاتق ما حدث في سقفية بني ساعدة فلو أستلم الإمام علي (ع) حقه في خلافة رسول الله (ص) لما أستطاع الشيطان الانتصار لكن الصحابة ساعدوه فأنتصر لو أنهم كما قال عمر بن الخطاب أعطوا الإمام علي (ع) حقه لحملهم على المحجة البيضاء و حملهم على الصراط المستقيم (شرح نهج البلاغة – أبن أبي الحديد ج12ص277) أو قال عمر: لقام علي (ع) على الحق المبين و الصراط المستقيم (حياة الإمام الحسين (ع) – الشيخ باقر شريف القرشي ج1ص310). لقد كان كل من في المدينة يعلم حق الإمام (ع) و ما سيفعل لكنهم عصوا الرحمان و أطاعوا الشيطان و القرآن واضح في قوله تعالى "أنلقبتم على أعقابكم"، لقد أجاد الشيطان في ميل الحق عن موضعه و في بث اتباعه المجوس و نجح نجاحا باهراً فيما فعل فلا يفيد الندم أو الترجي و كمحصلة عما لدينا اليوم هو قرآن محرف مغير غيره عثمان و دين مختلف عن دين الله سبحانه و تعالى.
تاريخ المجوس الحديث:
علمنا بعض المدن التي سكنها المجوس مثل الكوفة و البصرة و بغداد و طول نهر الفرات غربا من بغداد حتى القائم في العراق و في الجزيرة (حران و الرقة و غيرها) و دمشق و حلب و غيرها في سوريا و كذلك جنوب لبنان و كذلك الكويت و البحرين و الإمارات و في السعودية و في اليمن و غيرها من الدول العربية و كذلك مصر و دول المغرب العربي فالمجوس معروفين بالتنقل و التجمع مع بعضهم البعض كما حصل في الكوفة و بعد فتح البلاد المغربية هاجر لها الكثير من الناس و من ضمنهم المجوس فهناك مجاميع من الناس في مصر و دول المغرب العربي يُنسبون إلى أماكن تواجدهم أو مدنهم فهم مجوس ما لم يثبتوا العكس. و يمكننا معرفة تواجد المجوس الحالي من خلال أمرين مهمين هما تصرف صدام حسين في العراق خلال حكمه و تصرف إيران مع العالم كما يلي:
1.  عندما علمنا بما فعله صدام بالمجوس في العراق و خارجه من العراقيين المقيمين تمنينا أمنية واحدة و هي لو كان صدام حسين بدلا من سعد بن أبي وقاص لتغير وضع الإسلام اليوم فقد فعل صدام ما لم يفعله عربي سابقا و عبر التاريخ فقد رحل المجوس عن العراق منذ بداية حكمه بحدود 1970 و ابتدأ بالكثيرين في بغداد و النجف و غيرها و أستمر بالتهجير حتى هاجمه المجوس في 1980 كما أفادنا المقيمين هنا إن البادي بالحرب هي إيران و ليس العراق لأنها أرادت حماية من رحلهم صدام فلو بقي صدام بدون حرب 1980 لكان قضي على مجوس العراق قضاء مبرم لكنهم حاربوه لحماية رعاياهم و بالفعل دخل صدام في حرب مع المجوس لكنه أستمر بترحيلهم من العراق حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي و من جانب آخر كان صدام يدفع الأموال للمليشيات التي تقاتل مجوس لبنان و عندما تولى صدام حكم العراق  تخاصم مع حافظ الأسد مع العلم إنهما من نفس الحزب و السبب إن ما فعله صدام بالمجوس أغضب حافظ على أهله فالأحداث الأخيرة تبين أصل حافظ الأسد و خلاصة عمل صدام أنه هجر مجوس العراق و قتلهم و حارب إيران و قاتل مجوس لبنان و أغضب مجوس سوريا و أسكت بقية المجوس حول العالم لقد فعل صدام ما لم يفعله عربي بالمجوس سابقا حتى في زمن معاوية و لهذا كرهه المجوس بشدة.      
2.  إيران تعلم جيداً بشأن جميع رعاياها في الوطن العربي و كل بقاع العالم فهي ترعاهم باستمرار كما حصل في العراق و الشام (سوريا و لبنان) و السعودية و دول الخليج و اليمن و حتى مصر و دول المغرب العربي و دائما تقدم الدعم لهم فعندما أطاحت أمريكيا بصدام قدمت إيران الدعم للمجوس بالسيطرة على العراق بعد 2003 و حتى اليوم تقدم لهم كل الدعم و كذلك في حرب مجوس لبنان مع إسرائيل قدمت إيران المال و العتاد لمجوس لبنان و أحدثت فارق كبير فالمجوس كارثة و أذكى من الاسرائيلين و هذا ما لمسناه في لبنان فقد سيطروا على لبنان كما سيطروا على العراق و سيطروا تقريبا على الكويت و لديهم أموال كثيرة في الإمارات و في طريقهم للسيطرة على البحرين و هناك بدايات لهم في السعودية و اليمن بهذا المستوى ستسيطر إيران على جميع الدول العربية في جزيرة العرب بغضون خمسين سنة من اليوم أو أقل فهم أذكى من اليهود و بالتأكيد أذكى من العرب و إلا كيف فعلوا بنا ما فعلوا حتى اليوم و لم نفعل لهم شيئاً! أمل العرب بمصر أكبر الدول العربية تعدادا و دول المغرب العربي فللمجوس نقطتا ضعف هما الحرب و أعتقد العرب ليس لديهم القدرة على خوض حرب مع إيران و ثانيهما فضح قناع المجوس و إظهارهم و هذه عن طريق الحرب الإعلامية فالعرب اليوم يُقتلون بواسطة المجوس في سوريا و يصطف المجوس مع بعضهم البعض من رجال الدولة كما في الشبيحة كما يقال من أجل قتل العرب إن ما يحصل في سوريا هي حرب مجوسية - عربية تخاذل العرب عن أهلهم في سوريا حتى اليوم و أطفال العرب تُقتل في الشوارع. 40-45% من سكان سوريا هم مجوس أو العلويين في سوريا مجوس مع بعض المجوس السنة لان المجوس هم سنة و شيعة، إن حكم سوريا بيد المجوس لهذا تساندهم إيران.
إيران تساند رعاياها في الدول العربية و هم يساندون بعضهم البعض بينما نحن العرب مشتتون نخاف من إسرائيل و الواجب الخوف من إيران فقد حولت هزيمة مجوس لبنان إلى انتصار و سيطروا على لبنان شيئاً فشيئا فالمال و المجوس لو اجتمعوا سوف يحتلون العالم أجمع و هم في طريقهم إلى هذا فقد سيطروا على العراق و الحكومة اليوم مجوسية و هم من هجرهم صدام فعادوا مع أمريكا و استغلوا الدين لمنافعهم الخاصة بهذا يكون المجوس مسيطرين على العراق و سوريا و لبنان و في طريقها للسيطرة على الكويت فقد غيروا الحكومات تلو الحكومات و اضطربت الكويت الآمنة كما اضطربت لبنان سابقا و بواسطة المال سوف يسيطر المجوس على الكويت كما سيطروا على لبنان. إن اليهود أذكياء بلا جدال لكن أثبت المجوس إنهم أذكى منهم بحربهم الأخيرة في جنوب لبنان و ما فعلوه في هذا البحث. إن المال و المجوس لو اجتمعا فالستار الله سبحانه و تعالى لهذا كما قلنا نقاط ضعفهم اثنان و كشف الغطاء أفضلهن و هنا يأتي دور الإعلام العربي من أجل المعركة فالعرب في سوريا يُقتلون بينما المجوس في سوريا حتى و إن كانوا ضد الحكومة فإنهم يسجنون و لا يقتلون كما هو حال العرب و نلاحظ تفرق الحكومة و المعارضة لان المجوس في الحكومة و المعارضة . بأختصار شديد إن المجوس الخمسين ألف قد استأمنوا سعد أبن أبي وقاص فأعطاهم الأمان أي قبل لجوئهم فهم لاجئين و مها طال الوقت يعتبر المجوس لاجئين لهذا لا يحق لهم حكم سوريا كونهم لاجئين و كذلك الحال مع بقية الدول العربية بإمكان العرب ترحيلهم من ديار العرب كونهم لاجئين هذا فيما يخص جميع العرب و بالنسبة للعراق فالوضع مختلف لان صدام قد أهدى العرب في العراق خلاصهم و هم لا يدرون لأنه هجر المجوس و أنهى تواجدهم في العراق و هذا من حقه كونه حاكم العراق و لكن رجوعهم و حكمهم العراق يخالف جميع الأعراف و القوانين الدولية لان اللاجئ عندما يُرحل من مكان لا يحق له العودة له مجدداً هذا مخالف للقانون و هذا ما حصل في العراق. في البلاد العربية الكثير من الطوائف مثل البربر و المسيح و الصابئة و التركمان و غيرهم و جميع هؤلاء يصرحون عن قومياتهم و طوائفهم و يفخرون بها عدا المجوس الذين يتخفون و يتسترون بين العرب لانهم يشبهون العرب من الخارج لكنهم بالتأكيد يختلفون عنهم من الداخل لهذا لا يجوز لهم ما يفعلوه. إن الشيعة و السنة في جميع بلدان العالم مثل بلدان شرق أسيا كماليزيا و اندونيسيا و الهند و الصين و غيرها التي لم نسمع بالطائفية في تلك الدول بل نسمعها في الدول التي يكون المجوس فيها و من كلا الطرفين فالمجوس شيعة و سنة كما علمنا إذن الطائفية سلاح المجوس و هم دائما يستخدمونه لنيل ما يريدون و للأسف أنجر العرب في لعبة الطائفية و سيطر المجوس عليهم كأنما أعطى المجوس العرب لعبة الطائفية ليلهو بها بينما هم يخططون للسيطرة عليهم كما حصل في لبنان و العراق و غيرها من الدول.      
من أجل أطفال العرب و العرب عموما و الأهم من كل هذا أكتب بحثي هذا من أجل النصيحة لان الدين  النصيحة الدين النصيحة و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير الخلق أجميعن محمد المصطفى و على آله الطيبين الطاهرين. فأن تريدون معرفتي فـــــــ:
                   أنــا أبـــن مـكـة و مـنى      أنــا أبـن زمـزم و الصفـا
أنا أبن من حمل الركن بإطراف الردا            أنا أبن خير من أئتزر و ارتدى
أنـا أبـن خيـر من انتعل و احتفى             أنـا أبن خير من طاف و سعى
أنا أبن محمد المصطفى و علي المرتضى       أنا أبن فاطمة الزهرا و أعلام الهدى
هؤلاء هم أجدادي ..... و السلام على من سمع هذا النداء من العرب فلبى








                                                                 أبو علي باقر الهاشمي